بكري: طنطاوي قال لـ"صدقي صبحي": خلى بالك أوعى طلقة تطلع فى صدر مواطن
تنشر «الأسبوع» و«الوطن» فصولاً منتقاة من كتاب سوف يصدر قريباً بعنوان «لغز المشير» للزميل الكاتب الصحفى مصطفى بكرى. وتتناول هذه الحلقات أدق تفاصيل المرحلة الانتقالية وحقائق الأحداث التى شهدتها، وأسراراً تنشر للمرة الأولى عن مواقف ظلت طى الكتمان طوال المرحلة الماضية.ويركز الكتاب على وقائع المرحلة الانتقالية التى تولى فيها المشير حسين طنطاوى، إدارة شئون البلد، بوصفه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وفى هذا الفصل، يتناول «المؤلف» تفاصيل الحوار الذى جرى بينه وبين المشير حسين طنطاوى يوم التاسع عشر من أبريل 2011، أى بعد اندلاع ثورة 25 يناير بأسابيع قليلة. ويؤكد المشير طنطاوى خلال هذا اللقاء الذى سجّل المؤلف تفاصيله كاملة، موقف الجيش من التطورات التى شهدتها البلاد فى هذه الفترة، وتصوراته للفترة المستقبلية.
عندما قال الفريق صدقى صبحى، فى 16 ديسمبر 2012، وكان رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة فى هذا الوقت، إن المشير طنطاوى طلب منه أثناء ثورة 25 يناير 2011، عدم إطلاق الجيش أى طلقة رصاص واحدة ضد المتظاهرين «كان يؤكد أيضاً على ذات الحقيقة».
لقد قال الفريق صبحى صدقى فى هذا الوقت «حينما كنت قائداً للجيش الثالث الميدانى، تلقيت حينها تعليمات من المشير تقول «خلى بالك أوعى طلقة تطلع فى صدر مواطن علشان التاريخ هيكتب أنه فى يوم 28 يناير 2011، قتل الجيش المصرى الشعب المصرى».
وقال «حينما تعرضت القوات المسلحة للإيذاء والإهانة فى بعض الأحيان، كان التنبيه من سيادة المشير بعدم رفع السلاح فى وجه أحد».
نظر الفريق إلى القادة والضباط والجنود وقال لهم «أنا هنا أؤدى التحية العسكرية لهذا الرجل الآن، لأنه فى الحقيقة لن يعطيه حقه إلا المولى عز وجل، لأنه قام بدور عظيم لصالح هذا البلد والشعب، ولنا أن نقدر هذا الدور العظيم».
صفق الحاضرون بشدة، فقد كانت الكلمات تعكس مشاعر حقيقية تجاه ما قدم هذا الرجل لوطنه وشعبه وأمته.
■ ■
أعود مرة أخرى إلى اللقاء مع المشير طنطاوى، لقد قلت له: «إن حديثك عن المخططات والمؤامرات ضد مصر يؤكد الواقع، ولكن ثق أن الشعب يثق فيكم وفى وعودكم وقدرتكم، على إنقاذ البلاد مما يحاك لها».
- قال: منذ اليوم الأول لتسلمنا السلطة أخذنا على أنفسنا عهداً بحماية البلاد من خطر الفوضى وإعادة الأمن والاستقرار إليها، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى أسرع وقت ممكن، نحن كما قلت لك لا نرغب فى السلطة ونريد أن نسلمها إلى رئيس مدنى منتخب على وجه السرعة.
- قلت له: ولماذا تحدده بأن يكون رئيساً مدنياً؟ لماذا لا ترشح نفسك أنت أو غيرك من أعضاء المجلس العسكرى؟!
- رد المشير سريعاً وقال: لا.. لا.. دى أمانة حنسلمها للرئيس المنتخب من الشعب، ليس فى نيتى ولا فى نية أحد من أعضاء المجلس العسكرى أن يرشح نفسه فى الانتخابات، الشعب سيختار رئيساً مدنياً بإرادته، وأنا أعلنت ذلك أكثر من مرة، وسأنفذ الوعد بإذن الله، وبعدها نعود جميعاً إلى ثكناتنا.
- قلت له: ولكن ماذا إذا طالب الناس بترشحك للانتخابات الرئاسية؟
- قال: سأرفض، أنا مش عاوز، ولا أرغب فى ذلك، نحن تسلمنا الأمانة من الرئيس السابق وعلينا أن نسلمها للشعب.
- قلت له: ولكن هل حقاً الجيش أرغم الرئيس السابق على التنحى عن السلطة؟
- قال: أبداً، احنا وقفنا مع الشعب ومطالبه المشروعة، ورفضنا استخدام العنف أو القوة، وهذه عقيدة ثابتة لدى القوات المسلحة، ثم ترك السلطة بإرادته عندما أدرك أن البلاد يمكن أن تمضى إلى المجهول، ثم نظر المشير إلىَّ نظرة لا تخلو من معنى وقال:
- على فكرة دول كانوا شاحنينه ضدك وبيحرضوه عليك، أنا تابعت المشادة اللى حصلت بينك وبينه فى معرض الكتاب العام الماضى.
- قلت له: وأيضاً كانوا بيحرضوه عليك وعلى الجيش خاصة بعد موقفك فى مجلس الوزراء الذى رفضت فيه بيع بنك القاهرة.
- قال المشير: انت عملت لى مشكلة كبيرة معاه بعد الأخبار اللى انت نشرتها.