لماذا رفض أوباما الإفراج عن أشرطة مراقبة مقر البعثة الأمريكية ببنغازي؟
ويتابع «موريل» رواية ما جرى فى بنغازى من موقعه كنائب لمدير المخابرات الأمريكية فى تلك الفترة، وهى رواية لا تخلو من محاولات تبرئة الـ«سى آى إيه» من تهمة التقصير أو الفشل فى الكشف عن ملابسات ما جرى، أو التحذير من احتمال وقوع عمل إرهابى ضد البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك، ويقول: «هناك عدة روايات حول ما حدث فى الساعات الأخيرة من الليل وساعات الصباح الأولى من هجوم بنغازى، بعض المعلومات المغلوطة التى يتداولها الناس هى تصورهم أنه كان هجوماً واحداً استمر لأربع ساعات. البعض الآخر يتصور أن الهجمات كانت منظمة وتم الإعداد والتخطيط لها لأسابيع أو حتى أشهر قبلها. الواقع، وما حدث فعلاً، أنه كانت هناك ثلاث هجمات منفصلة فى تلك الليلة، كلها تمت على يد متطرفين إسلاميين، بعضهم له علاقة بتنظيم القاعدة، وكل هجوم كان أشد قوة من سابقه، وكلها تستحق بجدارة وصف هجمات إرهابية، أياً كانت درجة العنف فيها».
ويواصل: الهجوم الأول تم على مقر البعثة الدبلوماسية المؤقتة فى بنغازى، كنا نعرف من خلال متابعة وسائل التواصل الاجتماعى واتصالات أخرى غيرها أن المظاهرات ضد سفارتنا فى القاهرة اندلعت بسبب الفيديو المتداول على موقع «يوتيوب» ويظهر النبى محمد بصورة سلبية، كنا نرى أنه على امتداد 600 ميل فى بنغازى، سمع المتطرفون الإسلاميون أنباء الهجوم الناجح على سفارتنا فى مصر، وقرروا أنهم قادرون على إثارة متاعب مماثلة من ناحيتهم، على الرغم من أننا لا نعرف كل دوافعهم على وجه الدقة. أغلب الظن أنهم شعروا أنهم قادرون على أن يكرروا فى «بنغازى» نفس ما فعله «إخوانهم» فى القاهرة.
ويتابع «موريل»: «البعض قال إن الفيديو المسىء للرسول على «يوتيوب» كان هو الدافع وراء الهجوم على سفارتنا فى بنغازى، وإن كان المحللون فى المخابرات المركزية يقولون إن ذلك الفيديو لا علاقة له بالهجوم، وأعتقد أن الهجمات التى شنها المتطرفون الإسلاميون لم يكن مخططاً لها ولا منظمة بشكل جيد، بدا أنهم عصابة جاءوا لمقر البعثة المؤقتة محاولين اقتحامها ويرون بعدها ما هى الخسائر التى يمكنهم أن يتسببوا فيها، كان ذلك هو التفسير الذى توصلت إليه على الأقل من خلال متابعتى لأشرطة المراقبة التى سجلتها الكاميرات الموجودة على مقر البعثة الدبلوماسية والملحق التابع لها. تكشف هذه الأشرطة عن أنه لا توجد دلائل تقريباً على أن هجوم بنغازى كان مخططاً له بشكل جيد، لا توجد علامات على السيطرة ولا على التنظيم، لا يوجد تنسيق بين المهاجمين، ولا وجود حتى لأبسط القواعد التكتيكية العسكرية فى الهجوم. بعض المهاجمين كانوا يحملون أسلحة خفيفة، وبعضهم لم يكن مسلحاً على الإطلاق. بعضهم راح يجرى من ركن لآخر فى أرض القنصلية على غير هدى، كأنه لا يصدق أصلاً أنه نجح فى اقتحام أسوارها، لم يبد أنهم يبحثون عن الأمريكان لإيذائهم، بعضهم اقتحم بوابات السفارة وخرجوا مسرعين حاملين ما يقدرون على نهبه، كانوا يشعلون النيران لكن لم يبدُ أنهم يستهدفون أحداً. كان هجوماً من عصابات تضم متطرفين إسلاميين، على الرغم من نتائجه المأساوية».
ويضيف: «بعد مشاهدتى لذلك الفيديو والمعلومات التى يكشفها، كنت أقف فى صف إظهاره للعلن، حتى يفهم الأمريكان طبيعة وحقيقة الهجوم الذى جرى، ولا أعلم حتى هذه اللحظة لماذا لم يكشف البيت الأبيض هذه المعلومات للعلن، على الرغم من المطالبات المتكررة لأجهزة الأمن القومى له بذلك، ولم يتم الكشف عن هذه الأشرطة حتى هذه اللحظة».