جريمة فى قطار الصعيد
أبوبكر وولاده علاء ومحمود ضربونى بالمطاوى ورمونى من القطر».
لم يستغرق حديث «علاء» مع شقيقه «هانى» سوى ثوان قليلة ودخل فى غيبوبة ولم يكمل المكالمة أثناء وجوده داخل سيارة الإسعاف التى كانت تنقله إلى مستشفى أم المصريين القريب من محطة الجيزة، وبدأت محاولات المسعفين فى إسعافه وإيقاف نزيف الدماء، لكن محاولاتهم فشلت فى إنقاذ حياته.
شقيق القتيل أسرع إلى مستشفى أم المصريين، عقب انتهاء المكالمة التى حلت عليه كالصاعقة، ليجد شقيقه جثة هامدة داخل ثلاجة المستشفى، وبعد مرور دقائق قليلة من وصول «هانى» إلى المستشفى وصلت قوة من مباحث جنوب الجيزة، بقيادة العميد إيهاب شلبى مفتش المباحث، وبسؤاله أقر أنه فوجئ باتصال من شقيقه أخبره بتعرضه للضرب من 3 بائعين داخل قطار الجيزة، بسبب وجود خلافات بينهم على أولوية البيع فى القطار، وأن أحدهم سدد له عدة طعنات نافذة فى جسده وألقوه من القطار فى مزلقان أبوالنمرس.
وأضاف شقيق المجنى عليه أن شقيقه كان موجوداً فى منزل والد زوجته فى منطقة الجيزة قبل الجريمة بساعتين، وعندما وصل القطار إلى محطة الجيزة قادماً من محطة رمسيس استقله ليبدأ عمله اليومى فى بيع «لب وفول سودانى» لركاب القطار، وعندما وصل القطار إلى محطة طموه، فوجئ بوجود 3 بائعين يعملون معه فى القطارات، بدخولهم العربة التى كان يباشر عمله فيها وحاولوا منعه من البيع، وطلبوا منه الخروج من تلك العربة، وعندما رفض انهالوا عليه ضرباً حتى سقط على الأرض، وبعدها سدد له أحدهم عدة طعنات فى بطنه وألقوه من القطار وفروا هاربين.
رواية شقيق الضحية تطابقت مع رواية شهود العيان الذين شاهدوا الجريمة وقت حدوثها، وأن المشاجرة بدأت بين المجنى عليه والمتهمين الذين افتعلوا معه المشكلات عقب مشاهدتهم له فى إحدى عربات القطار وطلبوا منه الخروج من العربة الموجودين فيها، حتى يتمكنوا من البيع، وعندما تطورت الأمور بينهما انهالوا عليه بالضرب وتمكنوا من طعنه وإلقائه من القطار. حالة الرعب والهلع التى تعرض لها مستقلو تلك العربة فى قطار الصعيد التى حدثت فيها الجريمة، دفعتهم للهروب منها عندما شاهدوا أحد المتهمين يخرج مطواة من طيات ملابسه ويعتدى بها على المجنى عليه، بعد أن تمكن اثنان آخران من شل حركته، بعدما حاول المجنى عليه الهروب منهم لكنهم نجحوا فى الإمساك به والاعتداء عليه بالضرب وتسديد الطعنات حتى سقط على الأرض غارقاً فى دمائه وألقوه من القطار قبل تحركه من المحطة.
أعمال الفحص التى أشرف عليها العميد محمد أبوالفتوح، رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، أكدت أن منفذ الجريمة هو الأب حسين أبوبكر ونجلاه علاء ومحمود، وأنهم تمكنوا من الهروب عقب إلقاء المجنى عليه من القطار، وبدأ الفريق الأمنى الذى تولى جمع التحريات والمعلومات حول منفذى الجريمة، بقيادة اللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، فى ملاحقة المتهمين وتمكنت قوة من مباحث أبوالنمرس، قادها المقدم محمد عليان، رئيس المباحث، من القبض على المتهمين بعد مرور ساعات من الجريمة.
المتهمون اعترفوا أمام العميد إيهاب شلبى، مفتش مباحث قطاع جنوب الجيزة، بتفاصيل الجريمة، وأقروا أنهم نفذوا الجريمة بعد أن حاول المجنى عليه الاعتداء على أحدهم بالضرب، وأنهم لم يقصدوا قتله بل حاولوا تأديبه حتى لا يتعرض لأحدهم مرة أخرى، لكنهم عرفوا بخبر وفاته بعد أن ألقت المباحث القبض عليهم، وأنهم اعتدوا على المجنى عليه وألقوه من القطار وتركوه على قيد الحياة، وكان ممسكاً بهاتفه المحمول يحاول الاتصال بأحد الأشخاص وأنهم تمكنوا من الهروب قبل أن تصل قوة من مباحث شرطة النقل.
اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أحال المتهمين إلى المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، للتحقيق معهم.