أمنيون يكشفون سبب تأخر استخدام كاميرات المراقبة في تأمين شوارع القاهرة
افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، السبت الماضي، مشروع تطوير منظومة إشارات المرور بمحافظة القاهرة وإدارتها إلكترونيًا من خلال غرفتي تحكم إحداهما بإدارة مرور القاهرة، والأخرى بمبنى المحافظة، مزودتين ببرامج للتحكم في الإشارات الضوئية وكاميرات ضبط المخالفات، الذي من المفترض أن يغطي 250 موقعًا بالتقاطعات الرئيسية الهامة، بتكلفة إجمالية بلغت 261 مليون جنيه.
"الوطن" استعرضت آراء خبراء أمنيين حول المشروع وسبب تأخره، خصوصًا في ظل العمليات الإرهابية والعبوات الناسفة التي تزرعها العناصر الإجرامية في الشوارع الرئيسية لاستهداف ضباط الشرطة والمواطنين.
الخبير الأمني خالد عكاشة، قال إن السبب في تأخر استخدام كاميرات المراقبة هو قلة الاعتمادات المالية، مشيرًا إلى أنه كان هناك مطالبات عديدة لمجلس الوزراء في السابق لتوفير كاميرات المراقبة في الشوارع بعد تكرار العمليات الإرهابية، ولكن كان هناك تعطيل بسبب تكلفتها المالية الباهظة التي تتجاوز عشرات الملايين.
وأضاف عكاشة، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن مرحلة التدريب التقني لأفراد الأمن القائمين على تشغيل هذه الكاميرات كانت أحد أسباب تأخر استخدام مثل هذه التكنولوجيا أيضًا، مؤكدًا أن مسألة التدريب والتعامل مع المراقبة الإلكترونية يتطلب نوعًا من الاحترافية حتى تكون أكثر فاعلية، إضافة لربطها بغرف عمليات حديثة حتى يمكن الاستفادة القصوى منها، ولا يقتصر الأمر على التقاط بعض الصور ثم تفريغها فيما بعد.
وتابع الخبير الأمني، أنه يمكن الاستفادة منها في ضبط الجناة وملاحقة المتورطين في الأعمال الإرهابية بشكل سريع، وهذا هو المتبع على مستوى العالم، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن تحل محل أفراد الشرطة في الشوارع، وستكون مساعدًا رئيسيًا لرجال الأمن في مراقبة الطرق الرئيسية والطرق المحيطة بالقاهرة، لنقل مؤشرات سريعة لحالة الطرق تتلقاها غرف التحكم إلكترونيًا، وستساهم في التعجيل بانتقال قوات الأمن والدفاع المدني حال وقوع حادثة، دون انتظار الإبلاغ عنها.
فيما أكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن التأخير في تطبيق مثل هذه التكنولوجيا في شوارع القاهرة بسبب قلة الإمكانات المادية، إضافة لعدم وجود دراسة جدوى جدية بشأن هذه المسألة، مطالبًا بإلزام أصحاب العقارات والشركات وأصحاب المحلات باستخدام الكاميرات الحديثة للتمكن من ضبط الشارع والمرور والحد من العمليات الإرهابية.
وقال المقرحي، لـ"الوطن"، إنه لا بد من استخدام كاميرات حديثة ذات قدرة عالية على التصوير الليلي وفي الظلام، مشددًا على أنه لا يمكن أن تحل الكاميرات محل أفراد الشرطة، لأن العنصر البشري لا غنى عنه مطلقًا.