بروفايل| في ذكرى مولده.. سيدي عبدالرحيم القناوي "مدد يا شيخنا مدد"
"شي الله يا سيدي عبدالرحيم يا قناوي"، و"مدد يا سيدي"، و"مدد يا جدي"، كلمات يرددها الآلاف من مصر وخارجها بإقامة احتفالات وحلقات ذكر وابتهالات، يشارك فيها كبار المشايخ، وينظمها أبناء قنا ومحبي صاحب المقام السيد عبدالرحيم بن أحمد بن حجون، الشهير بـ"عبدالرحيم القناوي"، وتختتم بليلة كبيرة يحييها أحد كبار المنشدين في مصر.
"عبدالرحيم القناوي"، أو كما يلقبه أهالي قنا "سيدي عبدالرحيم"، هو عالم دين وتفسير إسلامي مغربي، تواكب هذه الأيام مولده في الأول من شعبان، ويستمر لمدة 15 يومًا في المدينة الواقعة في أقصى جنوب مصر، نسبه ينتهي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو من كبار العلماء والمشايخ، انشغل بالعلم والعبادة، وترك الكثير من المؤلفات التي استفاد منها الباحثون، ومحبي التصوف، منها: "تفسير القرآن الكريم، وكتاب الأصفياء، ورسالته في الزواج".
في موسم الحج العاشر، التقى بأحد الشيوخ الاتقياء القادمين من مدينة قوص، أحد مراكز محافظة قنا بمصر وهو الشيخ مجد الدين القشيري، ودار بينهما حديث وأصر بعدها "القشيري" على أن يصحب "عبدالرحيم" إلى مصر وبالذات قوص وقنا، وبالفعل وافق الشيخ عبدالرحيم على الرحيل إلى مصر.
في عهد الأيوبيين، أصدر والي مصر وقتها قرارًا بتعيينه شيخًا لمدينة قنا، ومنذ ذلك الوقت، عرف بالقنائي، وقال عنه مشايخ قنا: "إنه حفظ القرآن في الثامنة من عمره، وتعلم الإسلام الصحيح وكان مذهبه مالكي، وكانت له مدرسة، تعلم على يديه الكثير من كبار المشايخ أبرزهم أبوالحجاج الأقصري، وعلم الدين المنفلوطي، ونسبه ينتهي إلى آل البيت، وهو قطب صوفي جمع بين العلم والعمل، وسيرته معروفة في المشرق والمغرب".
ساعد جو قنا الهادئ الشيخ عبدالرحيم على حياة التأمل فأمضى عامين كاملين يتعبد ويدرس ويختلي بنفسه ليتعرف على خباياها، إلى أن توفى سنة 592 هـ، ودفن بمحيط مسجد السيد عبدالرحيم بقنا الذي سمي باسمه، وبات مزارًا تقام الاحتفالات به، ويزوره كبار المسؤولين في الدولة، وبسطاء المواطنين.