صناعة الأحذية في دمياط.. مهنة تنتظر "إعلان الوفاة"
صناعة الأحذية في دمياط.. مهنة تميزت بها المدينة الساحلية قديمًا وكانت المحطة الأولى لتصدير الأحذية إلى الخارج، لكنها في الآونة الأخيرة أوشكت على الانقراض، حيث العشرات الذين لا يزالون يعملون على أمل أن تهتم الدولة بصناعتهم التي توارثوها.
"الانفتاح الاقتصادي في عهد (السادات) والاستيراد من الخارج في عهد (مبارك) سببان رئيسان في تراجع المهنة"، بحسب محمد الباشا (صانع أحذية)، يقول: "الاستيراد من الصين كان بمثابة الكارثة التي حلّت على التجار والصُنّاع، حيث أغلقت غالبية ورش تصنيع الأحذية ما دفعني للهجرة إلى العراق عدة سنوات، وعدت إلى مصر ظنًا أن الحال تغيّر بعد ثورة 25 يناير، إلا أن الأمر ازداد سوءًا".
وناشد "الباشا"، الرئيس السيسي، بدعم صناعة الجلود ووقف الاستيراد من الخارج وخفض أسعار الخامات وفتح أسواق جديدة خصوصًا بعدما عزف كثيرون عن العمل في تلك المهنة.
على بُعد أمتار من "محمد الباشا"، جلس مختار السقا (61 عامًا)، الذي عمل في تلك المهنة منذ العام 1969، في أوج رواجها بسبب الخامات الجيدة والفن والحرفية والمهارة التي يتمتع بها الصانع الدمياطي، إلا أنه ورغم المكانة التي يحتلها الحرفي الدمياطي، باتت المهنة على وشك الاحتضار، ولم تعد قادرة على التصدير، مشيرًا إلى تقلص عدد الورش من نحو 500 إلى نحو 40 في ظل غياب دور الغرفة التجارية التي كانت توفر سابقًا للعاملين تأمين للعمال أما الآن فلا تقدم أي خدمات.
"المهنة تحتضر ولا أحد يشعر وكل المسؤولين في غياب تام ولو متنا يبقى المهنة دي اندثرت تمامًا من المحافظة"، يقول "مختار" مطالبًا الدولة بالقيام بدورها المنوط والرقابة على الخامات وفتح أسواق جديدة وتفعيل رقابة الدولة على المهنة.