"نوال".. ناشطة في صقلية لإنقاذ السوريين التائهين في البحر
قالت نوال الصوفي، لوكالة "فرانس برس" اليوم، إنها يمكن أن تتلقى اتصالًا في أي وقت، فالمهاجرون في البحر يصرخون: "نحن 500 في المركب، نفدت المياه، نحن في البحر منذ 10 أيام".
كان القدر المميز لهذه الشابة موضوع كتاب بعنوان "نوال ملاك اللاجئين" صدر الأسبوع الماضي في إيطاليا، حيث اضطرت نوال في إحدى ليالي مايو الحالي إلى بذل جهود استمرت 5 ساعات لتهدئة محدثها والحصول على إحداثيات موقع المركب عبر نظام "جي.بي.إس"، وهي المعلومة الوحيدة المهمة التي مكنت أخيرًا من إنقاذ 345 مهاجرًا ثلثهم من الأطفال.
وقالت إن نظام إيواء اللاجئين ضعيف في إيطاليا، لكن لديها واحدة من أفضل أنظمة الإغاثة في أوروبا.
ولدت نوال الصوفي في المغرب ووصلت إلى كاتانيا على سفح جبل أتنا عندما كانت في الأسبوع الثالث من العمر، واهتمت بالثورة السورية ابتداء من ربيع 2011، وأمضت ليالٍ طويلة على شبكات التواصل الاجتماعي مع ناشطين يعارضون النظام السوري برئاسة بشار الأسد، ورافقت سيارة إسعاف تحمل أدوية إلى حلب، ووزعت رقم هاتفها على المشاركين في كل لقاء عقدته.
وبات هذا الرقم يتنقل بين الراغبين في المغادرة، وحتى لو أن نوال وضعت رقم خفر السواحل في مكان بارز على صفحتها في "فيس بوك"، فإن هاتفها لا يتوقف عن الرنين.
وأضافت أنها كانت على رصيف كاتانيا يوم 20 أبريل وسط عشرات الصحفيين الذين توافدوا لنقل وقائع وصول 28 شخصًا نجوا من حادثة غرق أسفرت عن مصرع نحو 800 شخص قبل يومين.
وأشارت إلى أنها طلبت بعصبية آنذاك أرقامًا على هاتفها القديم، الذي تفضله على سواه بسبب حياة بطاريته المديدة، لم يكن لديها الوقت لكي تحزن، فقد تلقت اتصالًا آخر لطلب المساعدة.
وأكدت نوال، "عملي هو عرقلة عمل المهربين عبر الحدود البرية، وأن أشرح للاجئين بأنهم يستطيعون تبديل دولاراتهم في المصرف أو ركوب القطار إلى ميلانو"، من دون الاستعانة بوسطاء محتالين.