عامل الدليفرى: الحر "خليجى" والمرتبات من مصر
ينطلق أحمد شريف، الشاب العشرينى، بجسده النحيل، يقود الموتوسيكل عكس اتجاه الرياح القاسية، يلفح الهواء الساخن وجهه وجسده، يرفع النظارة الشمسية على رأسه، بينما ينزل عن الموتوسيكل، ويفتح الصندوق، ويخرج الأطعمة الساخنة ليوصلها لأحد العقارات.
يوضح «أحمد» أن وردية عمله تبدأ منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الخامسة بعد العصر، يضحك قائلاً: «باخد الشمس فى كل حالاتها طول اليوم»، يقول إنه يعمل «دليفرى» منذ سنتين، وهى مهنة بها نسبة خطورة عالية، بسبب القيادة فى شوارع غير ممهدة.. يشير «أحمد» إلى أنه يوصل الأطعمة للمنازل طوال اليوم، وعندما يدخل إحدى العمارات يشعر بأنه فقد الرؤية تماماً، بسبب بقائه فى الشارع تحت الشمس القوية ثم دخوله إلى مكان ظليل: «بس مهما كان تعب الشغل أهون بكتير من البطالة، إحنا لسه شباب نستحمل». يضيف أنه عانى فى البحث عن عمل، وتعلم قيادة الموتوسيكل خصيصاً لكى يجد وظيفة، والآن يقوم بكل ما يقدر عليه كى يحافظ على وظيفته، وراتبه الذى لا يتجاوز 800 جنيه، ويوضح أنه يعتمد على البقشيش الذى يحصل عليه من الزبائن، قائلاً: «فيه ناس بتقدّر إننا بنطلع لها أدوار عالية علشان نوصل لهم الأكل، وفى الجو الصعب ده، وناس تانية ما بيفرقش معاها حاجة ومش بتراعينا». «أحمد»، الأخ الأكبر لإخوة ثلاثة، كلهم طلاب فى المدارس، يشير إلى أن الحياة صعبة، وعليه أن يتحمل، ولو كانت كل المشاكل تتعلق بالحر فقط لكان الأمر هيّناً، لكن التعب والعمل مقابل أجر زهيد هو أكثر ما يضايقه. ويكمل ضاحكاً: «الحر حر دول الخليج، بس الأجور والمرتبات أجور مصرية».