بروفايل| نواز شريف البحث عن دور
رغم معاناة باكستان من التدخلات الأجنبية فى شئونها الداخلية فإن نواز شريف، رئيس الوزراء الباكستانى ذا الخلفية الإسلامية من حزب «الرابطة»، قرر أن يظهر ممالأة لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر من خلال بيان أصدرته وزارة خارجيته انتقدت فيه أحكام القضاء المصرى الصادرة ضد الرئيس المعزول محمد مرسى.. وبدلاً من أن يسعى «شريف» للتخلص من الغضب الشعبى المتزايد ضده فى الداخل، لجأ إلى تصدير الأزمة للخارج من خلال تحويل الأنظار عنه إلى مصر، بحثاً عن دور فى معترك السياسة العالمية على الملعب المصرى.
العلاقة بين باكستان و«الإخوان المسلمين» قديمة، تعود بجذورها إلى بداية نشأة الدولة، عندما وصف محمد على جناح أول رئيس لباكستان، فى عام 1947، العلاقة بين حزب الرابطة الإسلامية الذى ينتمى إليه، وبين جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بقوله: «لا يوجد شىء قط فى الوجود يمكن أن يفصم الرباط الذى بيننا لأنه قد شُيّد على قاعدة صخرية من الأخوة الإسلامية».
رسالة الرئيس الباكستانى، الذى اتخذ «الإخوة الإسلامية» شعاراً يسعى من خلاله إلى تأسيس علاقات متجذرة مع «الإخوان» فى مصر، تُرجمت وقت وصول الجماعة لكراسى الحكم باحتفاء باكستان بالرئيس الأسبق محمد مرسى من خلال شهادة دكتوراه فخرية فى الفلسفة من إحدى الجامعات الباكستانية، ولم يكن غريباً أن يصدر نواز بيانه الذى يناصر فيه «الإخوان».
نواز شريف، الذى يوصف بأنه «رجل أعمال»، شكل حكومتين غير متتاليتين فى باكستان الأولى من 1990 وحتى 1993 والثانية كانت من 1997 وحتى 1999، وخرج منها بعد انتفاضة شعبية ضده وسط اتهامات له بالقتل والإرهاب والفساد، حتى تدخل الجيش الباكستانى بقيادة الجنرال برويز مشرف ليطيح به من الحكم وسط رضاء وارتياح شعبى تام، حتى من قبل التيار الإسلامى داخل باكستان.
نُفى «شريف» بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهم القتل والإرهاب والفساد، ليتوجه إلى السعودية، لكنه عاد مرة أخرى فى 2007 بعد إصدار المحكمة العليا فى باكستان قراراً يسمح بعودته. دخل الانتخابات البرلمانية فى 2013 وفاز حزبه بأغلبية المقاعد ليشكل حكومته الحالية.