كاتب أمريكي: البترول سلاح سعودي للضغط على الولايات المتحدة
تناول الكاتب الأمريكي "كولبرت كينج" في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الحديث عن طبيعة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى تصريح رئيس المخابرات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل، حيث قال إن "السعودية كانت من أفضل أصدقاء أمريكا على مستوى العالم العربي طوال الـ50 عامًا الماضية".
وأضاف الكاتب في مقاله، أن هذا يعني أن هذه الصداقة القوية أصبحت في فعل الماضي ولم تعد كسابق عهدها، وأن هذه العلاقات الوطيدة بدأت فعليًا في عام 1965، وتراجعت إلى الوراء عندما فرضت السعودية حظرًا على الدول المنتجة للبترول في عام 1973 من التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لمساندتها لإسرائيل، مشيرًا إلى أن السعودية ضاعفت من سعر النفط ليصل إلى حد الأربعة أضعاف ولم تهتم بالضرر الذي لحق الاقتصاد الأمريكي، مضيفًا أن السعودية بذلك أرادت أن تلقن أمريكا درسًا عصيبا لتؤكد لها أن مفاتيح الأمور فقط تكمن في يد السعودية وأن بإمكانها حل هذه الصداقة وقتما تشاء.
وتابع الكاتب، قائلًا إن نتيجة لذلك تلقنت أمريكا الدرس، وبدأت بالتفاوض مع دول الخليج العربي المنتجة للبترول، وقامت بعدها بالضغط على إسرائيل وبالفعل انسحبت من مرتفعات الجولان ومن سيناء، وبذلك أصبح التلاعب في أسعار النفط سلاحًا جيدًا في يد المملكة العربية السعودية تتلاعب به وقتما تشاء.
وقال الكاتب إن في عام 2008 في عهد الرئيس السابق جورج بوش، قامت السعودية بزيادة سعر النفط إلى أكثر من 128 دولارًا للبرميل الواحد، مشيرًا إلى أن بوش ناشد وقتها المملكة السعودية طالبًا زيادة الإنتاج وخفض الأسعار، ولكن رفضت السعودية الاستجابة لطلبه.
ويؤكد "كولبرت كينج"، أن السعودية اليوم تقع تحت الأضواء ولكن هذه المرة ليست بسبب الخلافات مع الولايات المتحد الأمريكية، وإنما بسبب ما أسماه بـ"الصراعات الدينية"، و"الاختلافات الطائفية" بين أتباع المذهب السني في السعودية والشيعي في إيران، مشيرًا إلى أنها نزاعات تشترك فيها كل دول العالم الإسلامي وليس للولايات المتحدة الأمريكية شأن في ذلك، ولا تستطيع أن تنقذهم من أنفسهم.
وحاليًا بدأت أمريكا تستفيد جديًا مما أسماه بـ"الابتزاز السعودي" باستخدام امتلاكها للبترول والتلاعب بأسعاره وقتما تشاء وكيفما تشاء، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بدأت سياسة الاقتصاد في معدلات استهلاك البترول، فضلًا عن البحث عن مصادر أخرى بديلة للطاقة.