"ديلى ميل" ترصد أحوال مسئولى "فيفا" فى سجون سويسرا
رصدت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أحوال مسئولى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، الذين اعتقلوا على خلفية قضايا الفساد وفضيحة تلقى رشاوى وأموال غير مشروعة. وقالت الصحيفة البريطانية، أمس، إنه «بين ليلة وضحاها تغيرت أقدار المسئولين، فبعد أن كانوا يقيمون فى غرفة تطل على بحيرة بالعاصمة السويسرية (زيوريخ) تبلغ تكلفتها أكثر من 400 جنيه إسترلينى فى اليوم، أصبحوا الآن يقبعون فى زنزانة داخل السجن السويسرى ويحصلون على 3 وجبات مُعلبة يومياً وساعة واحدة لممارسة الرياضة، وينامون جميعاً على أسرّة بطابقين. ومن المحتمل أن يتم الحكم عليهم بـ20 عاماً من السجن إذا تمت إدانتهم». وقال المتحدث باسم مكتب «العدل» الاتحادى السويسرى إنه يتم التعامل مع كل المعتقلين بسواسية، فمسئولو «فيفا» مثلهم مثل باقى المحتجزين بالسجون السويسرية. وأشار المتحدث باسم مكتب «العدل» إلى أن العديد من مسئولى «فيفا» يسعون للحصول على إفراج على ذمة القضية لأسباب صحية، مؤكداً أن «هذه أصبحت حيلة قديمة»، مؤكداً أنه لن يتم الإعلان عن أماكن احتجاز مسئولى «فيفا». وكان جاك وارنر، النائب السابق لرئيس «فيفا»، قد أُفرج عنه الخميس الماضى بعد ادعائه المرض، وبعد خروجه بيوم نشرت الكثير من الصحف صوراً لـ«وارنر» وهو يرقص خلال احتفالية أقامها حزب «التيار المستقل» فى «ترينداد» احتفالاً بخروجه من الحبس، بعد القبض عليه فى تهم فساد تصل قيمتها إلى 150 مليون دولار تقريباً، ويواجه «جاك» ثمانية اتهامات من قِبل الاستخبارات الأمريكية التى كشفت عن تلاعبات وصفقات مشبوهة وغسيل أموال تمت عبر «الفيفا».
وفى الوقت ذاته، ألقت فضيحة الفساد التى اجتاحت الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، الأسبوع الماضى، الضوء مرة أخرى على أوضاع العمال «المُزرية» فى قطر، وأوضحت شبكة «إيه. بى. سى» الأسترالية فى تقرير لها، أمس، أن العمال الذين يعملون فى المنشآت الخاصة بكأس العالم 2022 فى قطر يعانون من ظروف معيشية قاسية، مضيفة: «على الرغم من أن قطر الدولة الغنية بالنفط تُنفق ما يقرب من 260 مليار دولار على بناء الملاعب وشبكات النقل العام والفنادق والطرق السريعة من أجل استضافة كأس العالم، فإنها تدفع أقل من 50 دولاراً فى الأسبوع للعمال الذين يقومون على هذه المنشآت». وأضافت الشبكة أن «هؤلاء العمال أُجبروا على العيش فى ظروف بائسة وغير صحية، فهم يعملون بنظام الكفالة المثير للجدل، ما يتطلب منهم تسليم جوازات سفرهم لأرباب عملهم»، مؤكدة أن «نظام الكفالة هو بمثابة نظام للعبودية».
وقال منتقدو «فيفا» إنه «بعد فضائح الفساد الأخيرة يجب إعادة النظر فى منح قطر وروسيا حق تنظيم البطولتين المقبلتين»، مضيفين أن «الكثيرين زاروا قطر وتحققوا من الظروف المعيشية القاسية التى يُعانيها العمال». وأضافت الشبكة الأسترالية أنها تفقدت بنفسها أحوال العمال فى قطر عن طريق مراسلها هناك، وأكدت المراسلة أنه «بمجرد الوصول إلى منازل هؤلاء العمال يمكنك أن ترى هناك حوالى 300 رجل يعيشون فى 20 غرفة»، مضيفة: «كما أن وجبات الطعام لا يتم إعدادها فى ظروف آمنة ونظيفة»، وأكد العمال لمراسلة «إيه. بى. سى» أنهم اضطروا إلى العمل ستة أيام فى الأسبوع، وثمانى ساعات فى اليوم، فى معظم الأحيان مع 2-4 ساعات إضافية من العمل الإضافى الإلزامى، مضيفين: «إنهم يدفعون لنا 600 ريال قطرى شهرياً، بالإضافة إلى نحو 200 ريال للغذاء». وأكدت المراسلة «فى واحدة من أغنى الدول فى العالم لا يوجد نظام صرف صحى مناسب هنا، أو الكهرباء، وغالباً ما توجد مشكلات مع الإقامة الأساسية جداً»، وشددت الشبكة الأسترالية على أنه «يجب تجريد قطر من حق تنظيم كأس العالم، إذا لم تُحسن أحوال العمال».[FirstQuote]
وأكد وزير الخارجية القطرى، خالد العطية، فى تصريحات لمجلة «ذا سليت» الأمريكية، أن «الهجوم على تنظيم بطولة كأس العالم فى قطر 2022 عُنصرى.. فاستضافة البطولة ليست فقط فى مصلحة قطر لكن فى مصلحة العرب جميعاً»، داعياً إلى التحقيق فى «الفساد المزعوم فى استضافة قطر لكأس العالم»، متهماً «الدول الغربية بالتحيز ضد العرب». فيما قال رئيس الوزراء القطرى السابق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى، فى تصريحات خاصة لـ«فوكس نيوز»، إن بلاده تواجه الكثير من الانتقادات أكثر من روسيا، مضيفاً: «هل لأننا دولة إسلامية، أم لأننا بلد عربى صغير نتعرض لكل هذه الانتقادات؟»، وأضاف: «أعتقد أن الادعاءات ضد قطر تُظهر الوجه القبيح للطرف الآخر عندما لم يفوزوا بحق التنظيم فى منافسة عادلة».
ولم تتوقف فضيحة «فيفا» على الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل كانت هذه البداية، حيث تسببت هذه التحقيقات فى فتح الأبواب أمام تحقيقات أخرى ضد التنظيم فى كثير من دول العالم ومنها البرازيل، حيث بدأت الشرطة الفيدرالية البرازيلية تحقيقات فى احتمال فساد «فيفا» فى البلاد، وقال وزير العدل البرازيلى: «نُحقق فى احتمال التهرب الضريبى وغسيل الأموال داخل البرازيل»، وصوت مجلس الشيوخ الاتحادى البرازيلى لبدء التحقيقات الخاصة ضد الاتحاد البرازيلى وكأس العالم 2014. وفى كوستاريكا، فتحت السلطات تحقيقاً فى المزاعم الأمريكية ضد إدواردو لى -الذى اتُهم الأسبوع الماضى والذى كان يقود جمعية «كوستاريكا لكرة القدم-، وقال مكتب الضرائب بـ«كوستاريكا» إنه «تم فتح تحقيق فى جميع أعمال إدواردو لى». وفى الوقت نفسه، أصدر قاضٍ فى الأرجنتين مذكرات توقيف بحق ثلاثة رجال أعمال مطلوبين من السلطات الأمريكية. أما سويسرا، فبعد ساعات من الإعلان عن التهم الموجهة لمسئولى «فيفا»، أطلقت السلطات السويسرية الخاصة تحقيقات منفصلة، ويركز التحقيق على عملية تقديم العطاءات ومنح روسيا وقطر حق تنظيم كأس العالم لعامى 2018 و2022.