مصر وقعت عقدا للطاقة مع شركة "سيمنس" الألمانية بتسعة مليارات دولار, وحسب إعلان الشركة فإن الصفقة ستزيد من إنتاجنا الكهربي بنسبة 50 بالمائة, وذلك عبر بناء 3 مصانع للغاز الطبيعي يوصفون بأنهم الأكبر من نوعهم في العالم, وبموجب الصفقة ستشيد سيمنس 12 مزرعة في خليج السويس ومناطق غرب النيل لنصب 600 مروحة عملاقة, هذا جزء مما تم في زيارة السيسي إلى "ألمانيا", أما في "المجر" فتم توقيع مذكرة توريد 700 عربة قطار إلى مصر, ليبقى السؤال: ماذا أضافت "الزفة الدمياطي" التي صاحبت الرئيس إلى صورة جولته الأوروبية؟!
قناة "دويتش فيله" .. وهي صوت ألمانيا إلى الخارج, في استطلاع مصور لها, أجمع الألمان على السمعة السيئة للنظام المصري بملف حقوق الإنسان, رأى بعضهم أن على "ميركل" عدم مقابلة الرئيس أو أن تُخفض مستوى استقباله, في حين رأى بعضهم تعلية المصلحة الألمانية, القناة على موقعها الالكتروني نشرت إنكار الرئيس وجود تعذيب في مصر, وأسفل الإنكار الرئاسي وضعت رابط تقرير مصور بالقاهرة باسم "سجل مصر في انتهاكات حقوق الإنسان يزداد سوءا", السؤال: ما الذي قدمته إلهام شاهين ورفاقها لمعالجة صورة النظام المصري بألمانيا؟!
ذهنية "الزفة الدمياطي" .. والتي انتقلت من الوفد الشعبي إلى الوفد الإعلامي, هؤلاء بدأوا - خلافا لكل الأعراف - بوصلة تصفيق للرئيس مع أولى كلماته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع ميركل, وانتهوا بهتاف ضد الصحفية الإخوانية التي هتفت ضد الرئيس, وهكذا أدوا الدور المنوط بهم, ليس هذا فحسب, الوفد الإعلامي أيضا ضم محكوما عليه بالسجن هو "أحمد موسى"!! والذي فجر وجوده جدلا واسعا, ورسخ لدى العامة فكرة "أحمد موسى مذيع الرئيس" !! ألم يكن أولى بالقصر تنقية الوفد الإعلامي المصاحب للرئيس من الشبهات؟!
الرئيس لا يحتاج ذلك .. الأداء الخارجي للسيسي لا يحتاج هذه المشاهد التعبوية المصطنعة, الفرد الواحد من الجاليات المصرية - التي تدفق بعضها من أنحاء ألمانيا وأرجاء أوروبا للاحتفاء بالرئيس - بألف واحد ممن تم نقلهم عبر طائرة من القاهرة للرقص أمام الكاميرات على أنغام "تسلم الأيادي", هذه الممارسات التي توصف شعبياً بأنها "شغل بلدي", والنابعة من هواجس النظام تجاه الحشد الإخواني هناك, سحبت دائرة الضوء من فوق إنجازات حقيقية, ومنحت صائدي الماء العكر فرصا عظيمة !!
في النهاية, الرئيس لم يجن من وراء ذهنية الزفة سوى ضباب شوش رؤية المواطن تجاه ما حققه في جولته, وبناءً عليه هناك أحدهم بالكواليس يخطط على نحو خاطىء, يتحتم على دوائر الاتحادية استعادة اللياقة الذهنية التي أسفرت من قبل عن زيارة الرئيس المفاجئة للمرأة المتحرش بها في التحرير, وذهابه التاريخي لقداس عيد الميلاد, وردة فعله الآلية بقصف داعش جويا فور إعلان ذبح المصريين في ليبيا, إما استعادة هذه اللياقة أو البحث عن أساليب مبتكرة لتجديد فكر الزفة الدمياطي!!