للمرة الأولى حركة معادية للإسلام تفوز فى الانتخابات البلدية الألمانية
فازت حركة «بيجيدا» المعادية للإسلام فى ألمانيا، أمس الأول، بحوالى 10% من الأصوات فى الانتخابات البلدية فى معقلها بمدينة «دريسدن»، ما يشكل نتيجة مفاجئة بعد تراجع عدد المشاركين فى تظاهراتها الأسبوعية. وفى أول مشاركة للحركة فى الانتخابات، إذ حلت مرشحتها تاتيانا فيسترلينج رابعة مع 9٫6% من الأصوات فى الانتخابات البلدية التى تم تنظيمها بعد استقالة رئيسة البلدية لأسباب صحية. وكان الاستطلاع الوحيد قبل الانتخابات الذى أجرته جامعة «دريسدن» التقنية توقع حصول «بيجيدا» على أقل من 2% من الأصوات. وتشكل النتيجة نجاحاً لحركة «بيجيدا» أو «تحالف الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب» التى حشدت فى ذروة تعبئتها فى منتصف يناير 25 ألف شخص فى «دريسدن» مع أن التجمعات التالية لم تستقطب سوى أعداد أقل. وتمكنت «بيجيدا» قبل أن تضعفها خلافات بين قادتها من الانتشار إلى مدن أخرى متخذة فى معظم الأحيان مواقف معادية بشكل صريح للأجانب.
وكانت مرشحة حركة «بيجيدا» فيسترلينج، قد دعت فى خطاباتها الانتخابية إلى نهضة للثقافة الألمانية ونددت بطالبى اللجوء الذين «يتركون أسرهم ومواطنهم لأن هناك مكاناً جميلاً للإقامة فيه ويمكن الحصول فيه على مساعدة من الدولة».
وتشكلت حركة «بيجيدا» فى أكتوبر الماضى فى مدينة دريسدن، لوقف ما سماه أعضاؤها «أسلمة المجتمع الغربى» وخاصة المجتمع الألمانى، والحفاظ على الثقافة المسيحية. ونجحت هذه الحركة فى مدة قصيرة أن تلقى تأييد الآلاف فى أنحاء ألمانيا، الذين يحشدون تظاهرات كل يوم اثنين، للتنديد بتزايد المسلمين فى بلادهم، وازدادت شعبية الحركة بصفة خاصة بعد حادثة «شارلى إيبدو» فى باريس، التى كان لها أثر واضح فى تزايد الكراهية تجاه الإسلام فى أوروبا، ولاقت حركة «بيجيدا» اهتمام اليمين المتطرف فى ألمانيا نظراً لتوافق وجهات النظر بين الطرفين، حول الـ«زينوفوبيا» (الخوف من الأجانب)، وفقاً لمجلة «دير شبيجل» الألمانية.
وتشكل حركة «بيجيدا» قلقاً للحكومة الألمانية، التى تخشى من تزايد الاستقطاب فى المجتمع، ويظهر هذا القلق المتنامى خلال مؤتمر لوزراء داخلية الولايات الألمانية، إذ قال رئيس المؤتمر، رالف ييجر، لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية، ديسمبر الماضى، إن المبادرين المتزعمين لهذه الحركة يعملون على إثارة المخاوف لدى المواطنين من خلال التحريض المعادى للأجانب وإثارة الفتن المعادية للإسلام. ومن جانبه حذر خبير الشئون الداخلية، فوفغانج بوسباخ، المواطنين الألمان من المشاركة فى المظاهرات التى تدعو إليها حركة «بيجيدا». وقال «بوسباخ» للصحيفة الألمانية: «على الإنسان ألا يسمح باستغلاله كأداة لأغراض سياسية متطرفة». كما وصفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الحركة المناهضة للإسلام بـ«العنصرية».