"هبة الله" آنسة في جسم رضيعة.. ووالدها:" بتحلم تشوف الشمس"
شابه في حجم الرضع، لا أحد يعلم ما يجول في رأسها من أفكار، قد تكون سئمت الاستلقاء طوال 19 عامًا على سريرها، وعدم حديثها إلى أهلها، تحتاج إلى مأكلها وشرابها الخاص، لا تتحرك ولا تتكلم ولا تشكوا إلا قليل، لم ترى الشمس منذ خلقتها، فهي تحتاج إلى معاش مناسب وكرسي مخصص لنقلها، ووالديها لا يقدرون إلا على مشاهدتها ومحاولة إبقائها على قيد الحياة، قدر ما يستطيعون.
وقال عبد اللطيف غريب، والد الطفلة هبة الله، الذي يبلغ من العمر 60 خريفًا: "طوال 19 عاما أشاهد ابنتي، سوى وهي ملاقاه على السرير، ومازالت تتردد على مسامعي أول كلمات الطبيب، بأنها تعاني من دمور كامل في خلايا المخ، وأعجز عن مساعدتها".
وتابع غريب لـ"الوطن": "سئمت انتظار رجال الأعمال والجمعيات لمساعدة أبنتي، فهي تحتاج شهريًا إلى مأكلها الخاص، وملبسها الخاص، نظرًا بعدم قدرتها على دخول الحمام، فبالرغم من كونها عاجزة، إلا أنها ابنتي التي دائمًا ما تشجعني على الصبر في هذه الحياة".
وأشار إلى أن هبة الله لها معاش بالضمان الاجتماعي، إلا أنه لا يكفي أي دواء، فالمعاش يبلغ 250 جنيه، بينما تبلغ المصاريف الشهرية لها أكثر من 2000 جنية، خاصة وأنها تحتاج إلى عسل ولبن مخصص لحالتها وهو نادر الوجود".
وأردف : "مش عايز غير أني أموت وأنا مطمن على بنتي، اللي ملهاش في الدنيا حد غيري، واللي محدش يقدر يساعدها، لأنها هتعيش طول حياتها رضيعة، نفسي أخليها تشوف الشمس، بكرسي متحرك، يمكن أكون حققت ليها أمنية هي مش قادرة تقولي عليها".