بعد حادث الكرنك.. سائقو التاكسي كلمة السر في إحباط العمليات الإرهابية
مهنتهم لا تعرف وقتا زمنيا محددا، أو تقتصر على مكانا ثابتا، فيعملون ليلا نهارا، في مختلف المناطق داخل المحافظة الواحدة، وأوقاتا أخرى بين المحافظات المتعددة، ما يجعلهم عرضة طوال الوقت للتعب والإجهاد، ومؤخرا إلى الحوادث الإرهابية، التي قد تطولهم في أي لحظة، إلا أنهم أصبحوا في الآونة الأخيرة من يكتشفون تلك الحوادث ويحمون المواطنين من الهلاك ما تجعلهم أبطالا شعبيين.
لم يكتسب سائقو التاكسي هذا اللقب بين ليلة وضحاها، إذ تكررت الواقعة مرتين، كان آخرها بالأمس، عندما أبلغ "هيثم مرعي"، سائق التاكسي، وشاهد العيان على العملية الإرهابية في معبد الكرنك بالأقصر، الشرطة عن الـ3 إرهابيين الذين استقلوا السيارة معه، لشعوره بالشك القوي تجاههم، خاصة بعد أن طلبوا النزول قبل مرورهم على نقطة التفتيش.
وعن السبب الذي أثار الشك به، قال "مرعي"، خلال اتصاله ببرنامج "العاشرة مساءً" على قناة "دريم2"، "المتهمين شكلهم ميوحيش أنهم سائحين، وكانوا يتحدثون مع بعضهم بعصبية ولهجة غريبة"، مشيرا إلى أن خوفه الشديد وحبه للوطن جعله يبادر بإبلاغ الشرطة التي تحركت على الفور بعد أن أبلغها.
ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها، إذ سبقه سائق تاكسي ساهم في مطاردة العناصر الإرهابية مع أهالي المنطقة، الذين كانوا يستقلون دراجة بخارية، وأطلقوا 10 رصاصات على مجندي الحراسة أمام نقطة حراسة سفارة "الكونغو" الديمقراطية بحي العجوزة، وبالفعل تمكنوا من ضبط منفذي الحادث في العملية الإرهابية.
كما كان لسائق ثالث دور في القبض على أحد الأفراد الذين حاولوا اغتيال المستشار معتز خفاجي، قاضي أحداث مكتب الإرشاد، بتفجير سيارته أمام منزله بمنطقة وادي حوف بحلوان، بوضع عبوة ناسفة أسفل سيارته وتم تفجيرها قبل أن يستقلها، ما أسفر عن تحطيم 3 سيارات وجزء من واجهة منزله، حيث كان نعيم فكري، سائق التاكسي، الشاهد على محاولة الاغتيال إنه كان موجودًا لحظة وجود الإرهابيين، فقام بالركض خلفهم حتى قام بتسليم أحدهم لقوات الشرطة.