مرشد سياحى بـ"الكرنك" لـ"الوطن": الأقصر لم تعد لطبيعتها قبل ثورة يناير
قال هانى عاشور مرشد سياحى بمعبد الكرنك بالأقصر، إن التعامل بشفافية وإظهار الحقيقة للوفود السياحية، ساهم فى تنشيط السياحة من اليوم التالى للحادث الإرهابى بمعبد الكرنك، محذرا من محاولة إخفاء ما يحدث عن السائحين لأنهم سيعرفون الحقيقة.
وطالب فى حواره مع "الوطن" باحترام عقلية السائح قبل تقديم العروض السياحية والترويجية له، موضحا أن الوفود السياحية تتفهم الإجراءات الأمنية المشددة، ولا تتذمر من عمليات التفتيش لأنهم يدركون أنها تتم بهدف حمايتهم وهذا ما نحاول إقناعهم به.
• ما هو رد فعل أول فوج سياحى رافقته فى مبعد الكرنك بعد الحادث الإرهابى؟
بعد وقوع الحادث الارهابى بيوم واحد ذهبت إلى معبد الكرنك برفقة وفد ألمانى، وشرحت لهم ما حدث، وقلت لهم إنها كانت محاولة من العناصر الإرهابية لتفجير المعبد وتدمير آثاره، وقتل رواده من المصريين والأفواج السياحية، وكيف تعاملت معهم الشرطة بحرفية شديدة، راعت الحفاظ على حياة الوفود الأجنبية والزائرين المصريين والعاملين بالمعبد وتمكنت من إفشال عملية التفجير.
• وكيف كان رد فعلهم؟
الصدق والشفافية فى نقل ما حدث بسلبياته وإيجابياته، دائما ما يكون له رد فعل إيجابى لدى الأفواج السياحية، لكن محاولة إخفاء أى شيء عنهم سيكون له آثاره السلبية، وغالبا ما يأتى بنتائج عكسية، لأنهم يعرفون الحقيقة أكثر منا، وأحيانا تأتيهم الأخبار والأحداث التى تقع فى مصر قبل أن نعرفها نحن، فبمجرد وقوع الحدث تنهال على أعضاء الوفود الاتصالات من ذويهم للاطمئان عليهم ونفاجأ بإخبارهم بوقوع انفجار فى القاهرة مثلا قبل أن نعرفه نحن فى الأقصر.
• وما هى تعليقاتهم على حادث معبد الكرنك؟
هناك فريقان من السياح، الأول لا يكون لديه معلومات عما يحدث فى مصر، وهذا النوع من السهل جدا التعامل معه وإقناعه وتوضيح الحقائق له، أما النوع الثانى فيتبنى وجهة نظر معينة، تحمل مؤسسات الدولة مسؤولية تزايد هذه الأحداث، لأنها تعتمد على الحل الأمنى فى التعامل مع المتطرفين حسب وجهة نظره وهذه الخلفية تكونت لديه من المعلومات التى تنقلها له وسائل الإعلام فى بلده.
• وكيف يتم التعامل مع هذا النوع من السائحين؟
هذا النوع يتم التعامل معه من خلال توضيح الحقائق، وتقديم معلومات موثقة مثل التقارير الدولية التى تصدر بخصوص التنظيمات الإرهابية، عن خطورة العناصر التى تحمل السلاح، وتريد هدم الدولة، ومؤسساتها الأمنية والعكسرية، كما حدث فى العراق وسوريا، بعد تدمير "داعش" للآثار العراقية.
• ماذا فعلت مع الوفد الذى كنت ترافقه أثناء وقوع الاشتباكات فى الساحة الأمامية لمعبد الكرنك؟
فى هذا الموقف لا يكون هناك مكان للكلام، أو الحديث معهم ويتم التركيز على اختيار مكان آمن للاحتماء فيه من طلقات الرصاص واتباع الإرشادات الأمنية، كأن ننبطح على الأرض مثلا، وبعد انتهاء الاشتباكات يتم تهدئتهم، وإدخال الطمأنينة فى قلوبهم.
• هل يكفى هذا لخلق الأمن بالنسبة لهم؟
هذا يحدد حسب أنماط البشر وعاداتهم، فهناك من يقول أنا لن أسمح لمن ينفذون هذه العمليات الإرهابية أن يغيروا نظام حياتى، وحتى لا يشعرون أنهم حققوا هدفهم، وهناك نوع آخر لديه خوف شديد فبمجرد معرفتهم بالحادث، يقوم بإلغاء الحجز والعودة إلى بلده، وهذا الأمر يتحدد وفقا لسمات كل شخص على حدة وتختلف من شخص لآخر.
• هل تتذمر الوفود الأجنبية من التشديدات الأمنية التى تتم حاليا على المعابد والأماكن الأثرية فى الأقصر؟
قبل بدء الجولة السياحية مع الوفد السياحى، أقوم بإيضاح أهداف عملية تفتيشهم أثناء دخولهم المعابد وأن الهدف من التفتيش هو حمايتهم وتأمينهم، حتى لا يندس وسطهم أى شخص يقوم بتنفيذ أى عملية إرهابية مثل العملية التى تم إفشالها فى معبد الكرنك.
• من وجهة نظرك كيف يتم تفادى الآثار السلبية لحادث الكرنك؟
الحمد الله الآثار السلبية محدودة بسبب عدم سقوط ضحايا وقدرة الشرطة فى السيطرة على الأحداث، وإفشال تنفيذ العملية الإرهابية، لكن السياحة فى الأقصر لم تعد إلى طبيعتها الأولى قبل ثورة 25 يناير، وكلما تنمو تتأثر بالأحداث الأمنية والسياسية، لذلك لا بد من تحقيق الاستقرار وتوفير الأمن أولا، ثم العمل على الخطط الترويجية والتسويقة للمناطق السياحية فى مصر.