مصدر حكومى: اختيار «W.P.P» قرار سياسى وليس اقتصادياً
قال مصدر حكومى رفيع المستوى، إن شركة «دبليو بى بى»، إنجليزية الأصل، والتى فازت بتنظيم حفل قناة السويس الجديدة، يعد أول نشاط لها داخل مصر تنظيم مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى فى مارس الماضى، ولم يكن لها نشاط قبل هذا الحدث، نظراً للظروف التى مرت بها مصر عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو وما صاحبهما من حالة اضطراب وعدم استقرار سياسى واقتصادى.
وكان الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، قد أعلن فى مؤتمر صحفى ظهر السبت الماضى أن التحالف الفائز بتنظيم حفل افتتاح قناة السويس بمبنى المحاكاة التابع لهيئة قناة السويس هى شركة WPP متعددة الجنسيات.
وأضاف المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن اختيار الشركة المنظمة للأحداث الكبيرة يتم عن طريق محورين، أحدهما عروض لعدة شركات والحكومة تختار الأفضل، وهذا يتم فى تنظيم المشروعات التى بها تنافس، ويتم طرحها على الشركات الأفضل فنياً ومالياً من حيث العرض.
وأوضح المصدر أن الخيار الثانى هو اختيار شركة بعينها لعدة اعتبارات معينة، مشيراً إلى أن شركة «دبليو بى بى»، تحتل المرتبة الثانية ضمن أفضل 10 شركات فى هذا المجال على مستوى العالم، وأن الشركة الأولى عالمياً أمريكية الجنسية، فيما ترجع جنسية الشركة المنفذة لحفل قناة السويس إلى إنجلترا.
وقال المصدر إن الشركة الأمريكية متعددة الجنسية، جزء منها شركات تجارية، وجزء آخر شركات مخابرات، والتعامل معها يجب أن يكون بحرص شديد.
وأكد المصدر أن جنسية الشركة كانت عاملاً حاسماً فى الاختيار، وأن الاختيار جاء للرغبة فى عدم إطلاع الجانب الأمريكى على تفاصيل هذا الحدث المهم، وأن تكون مسيطرة فيه، قائلاً: «قرار التعامل مع دبليو بى بى قرار سياسى، وليس اقتصادياً، أى أنه غير مبنى على قرار اقتصادى وتفضيل بين أكثر من عرض مالى وفنى، وهو ما يدفع لاختيار الشركة بالأمر المباشر، نظراً لضيق الوقت فى فحص العروض واختيار الأفضل وتحديد معايير الاختيار، خاصة أن الحدث مشروع قومى مهم».
وتابع المصدر الحكومى: تم اللجوء لهذه الشركة حتى لا يكون هناك مخاطرة فى التعامل مع شركة ضعيفة، لأن حفل افتتاح قناة السويس حدث مهم ويحمل اسم مصر، ولا يصح المخاطرة فى الاعتماد على شركة متواضعة فى الأداء، فضلاً عن نجاح الشركة الإنجليزية فى تنظيم المؤتمر الاقتصادى خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 3 شهور، وهو ما يعنى أن تكليفها بتنظيم حفل قناة السوييس قبل الموعد الرسمى بما يقرب من 54 يوماً سوف ينجح.
وأشار المصدر إلى شركة «دبليو بى بى»، تمتلك خبرة كافية لتنظيم الحفل بشكل جيد، ولديهم حسن إدارة ودقة فى التنفيذ، كما أنهم اعتادوا الفهم والتعامل مع المصريين فى هذه الظروف الخاصة، مثل تدريب كوادر بشكل سريع، والاستفادة من حالة الرغبة فى الإنجاز لدى القائمين على المشروعات المهمة، واستخدام شباب مصرى للعمل، فضلاً عن التنسيق بين كل الجهات الرسمية وغيرها لتنظيم الحدث، والتنسيق المتعلق بالتنظيم يعد أهم النقاط لإدارة تنظيم الحدث، وتجعل الإدارة قادرة على النجاح أو الفشل، وكذلك قدرة الشركة على تحقيق كل الأهداف.
وأضاف المصدر: الحكومة فى هذه المرحلة تعتمد بشكل كبير على هذه الشركة فى بعض المؤتمرات، وهذه المرحلة ستنتهى وستدخل شركات أخرى لتنظيم مؤتمر دافوس الاقتصادى العام المقبل.
وقال المصدر إن الـ7 شركات التى ستعمل على تنظيم الحفل هى جزء من شركات المقاولات على تنظيم أجزاء فى الحفل، مثل شركة لتصميم المنصة، وشركة أخرى لتجهيز سفن معينة، أو طباعة مواد للحضور.
الافتتاح الأول لـ«القناة».. 1.5 مليون جنيه تكاليف
بلغت تكاليف الحفر ٣٦٩ مليون فرنك فرنسى
بلغ عدد العمال مليون عامل
عدد الذين توفوا أثناء الحفر ١٢٥ ألف عامل
بلغت تكاليف الافتتاح قرابة المليون ونصف المليون جنيه
كان الحفل الأول فى 25 أبريل 1859 ببورسعيد عندما دشن ديليسبس حفر القناة بأول ضربة فأس فى الأرض إيذاناً ببدء الحفر وكان معه الدفعة الأولى من العمال وقوامها مائة من دمياط زاد عددهم خلال سبعة أشهر إلى 330 ومعهم 80 عاملاً أجنبياً ليصل العدد إلى 1700 عامل.
سافر الخديو إسماعيل بعد ذلك فى رحلة طويلة إلى أوروبا، بدأها من الإسكندرية فى 17 مايو 1869 ليدعو الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب والفن لحضور الاحتفال.
عاد الخديو إلى مصر وبدأ فى الإعداد للحفل الكبير فاستخدم خمسمائة طاهٍ وألف خادم وطلب من ديليسبس أن يقوم بالاستعدادات لضيافة ستة آلاف مدعو.
أقيم حفل الافتتاح فى ١٦ نوفمبر ١٨٦٩ و كان حفلاً أسطورياً