اللواء "غنيم": لا توجد كهرباء بالقدر الكافى فى "التجمع الثالث"
أكد اللواء فتحى غنيم، رئيس جمعية مُصنّعى القاهرة الجديدة، افتقاد المنطقة الصناعية بالتجمع الثالث، منطقة مشروع الـ «1000 مصنع»، للخدمات الأساسية مثل الكهرباء، إضافة لتدنى مستوى الصرف الصحى وعدم وجود طرق جيدة لنقل البضائع، قائلاً: «لو افترضنا أن الإنشاءات ستنتهى قبل يوم 30 يونيو للمصانع، كيف سأعمل دون كهرباء وبتدنى مستوى الخدمات». وأضاف «غنيم»، فى حوار لـ«الوطن»، أن العمل جارٍ حالياً فى نحو 90% من أراضى المنطقة الصناعية على قدم وساق، إلا أنه يتوقع انتهاء 30% فقط من النسبة المطلوبة قبل تاريخ الزيارة المتوقعة للرئيس عبدالفتاح السيسى للمنطقة، مطالباً بمحاسبة المسئولين عن المرافق حساباً عسيراً.
■ كم عدد المصانع التى تعمل حالياً فى منطقتكم الصناعية؟
- فى حدود 200 مصنع فقط من أصل 1600 مصنع هى عدد المصانع المرخص لإقامتها بالمنطقة الصناعية بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة.
■ هل تتوقع أن تنتهى الأعمال بالمنطقة.. والانتهاء من الـ 1000 مصنع قبل 30 يونيو المقبل؟
- الناس شغالة وعمالة تشد فى حيلها، ونحو 90% من الأراضى بدأ العمل الإنشائى فيها لبناء عدة مبانٍ.
■ وفى إطار الوتيرة الحالية للبناء هل تظن أننا سننجز تلك المصانع لتكون جاهزة ليفتتحها الرئيس السيسى؟
- على حسب، فيه ناس هتلحق تخلص بناء وتشطيب، وناس تانية مش هتقدر تخلص.
■ لكن جولتنا بالمنطقة كشفت عن فقدانها للخدمات، ما الذى تحتاجونه كمُصنّعين للعمل؟
- نفتقد الكثير، فنحن نحتاج أولاً للكهرباء ودخولها كافة مصانع المنطقة لأنها مش موجودة بالقدر الكافى بالمنطقة، وحتى لو استطعنا إنجاز عمل المصانع خلال الفترة المتبقية على الافتتاح «إزاى نشغلها لو مفيش كهرباء؟!»، كما أننا نحتاج إلى طرق لنقل منتجاتنا وبضائعنا، وكذلك هناك مشاكل كثيرة جداً جداً جداً فيما يتعلق بالصرف الصحى بالمنطقة.
■ البعض تحدث عن «طفح» الصرف الصحى لأكثر من 6 مرات خلال الفترة الماضية مما أحدث خسائر. ما مدى صحة ذلك؟
- هذا صحيح، فالصرف الصحى «مسدود» باستمرار فى المنطقة، و«طافح».. ولهذا أقول إننى «لو جاهز للشغل هشتغل إزاى من غير مثل تلك الخدمات والمرافق».[FirstQuote]
■ ولماذا لم يتم التواصل مع جهاز مدينة القاهرة الجديدة لحل تلك المشكلة؟
- نتواصل معهم، لكن هناك مشكلات عدة تواجهنا؛ فالحكومة أعطت أعمال الكهرباء بالمنطقة لشركة حكومية تسمى «اليجيتك»، وهى شركة متعثرة، و«مابتعملش 1% من المطلوب منها فى الخطة اللى بتنفذها، يعنى لو مطلوب منها عدد معين من الكبائن لو عملوا كابينة ولاّ اتنين يبقى اسمهم عملوا، لأنها شركة متعثرة وكل يومين ولّا 3 الجهاز بيدعمها بفلوس عشان تتحرك ومفيش فايدة».
■ وهل ذلك يعتبر تقصيراً من جهاز المدينة فى رأيك؟
- إمكانيات الجهاز ضعيفة؛ فهو يعمل بتلك الشركات سواء فى الرصف أو الصرف الصحى أو الكهرباء، وهى «شركات تعبانة».
■ ولماذا لم يتم التواصل مع المسئولين فى هذا الشأن؟
- تواصلنا بالتأكيد؛ فمثلاً يوم 14 يناير 2014 «حضر المهندس إبراهيم محلب حين كان وزير إسكان، وشاف أحوال الصرف الصحى والمنطقة».
■ وإذا كان رئيس الوزراء يعلم المشكلة بنفسه، فلماذا لم يتم حلها؟
- أعتقد أن «مشاغله بعدما أصبح رئيس وزراء بقت كتير عن أيام توليه وزارة الإسكان؛ وفوق رأسه مشاكل كتير جداً للوطن».
■ وما المطلوب من الحكومة للعمل بالمنطقة على النحو الأمثل؟
- نطالبهم بالضرب بيد من حديد على المسئولين فيما يتعلق بالمرافق والخدمات.. «لازم الناس دول يتحاسبوا حساب عسير.. إنما مفيش حد بيتحاسب».
■ لكن المنطقة من المفترض أن تكون جاهزة يعد 15 يوماً لافتتاح الرئيس السيسى لها؟
- الموضوع مش عصا سحرية.. هناك أسباب وأساسيات للعمل.. عندما تحل مشاكلنا سنستطيع العمل.
■ وهل تم التواصل معكم لتمهيد الطرق و«سفلتتها»؟
- نعم، تم التواصل معنا، لكن المشكلة فى الصرف الصحى؛ «هما مايقدروش يسفلتوا والصرف ضارب هيبوظ اللى هيعملوه». المسألة عبارة عن منظومة. كل حاجة بتيجى وراء التانية. وما دام الأساس بايظ يبقى الباقى هيكون كده برده.
■ وما الذى تفتقدونه للعمل؟
- المرافق الأساسية لو اتحلت كل مشاكلنا هتتحل. والمفترض أن تكون هناك كهرباء كافية لتشغيل كل المشروع، والبنية الأساسية الموجودة فى مسألة الكهرباء لا تزيد على 25%؛ فهناك مصانع كثيرة انتهى بناؤها بالفعل، لكن لم يصلها كهرباء لأن الشركات متعثرة كما ذكرنا سابقاً، ولم تقم بالأعمال المطلوبة منها على القدر الكافى للعمل.
■ يتحدث مسئولون عن عمل شاق للانتهاء من إدخال الكهرباء لكل المصانع. ماذا يجرى على الأرض حالياً بهذا الشأن؟
- من المفترض أن الشركة تمد كابلات رئيسية لكل المناطق، وتقوم بتوفير محولات كهرباء والمعدات اللازمة للعمل.
■ وهل أنت متفائل للانتهاء من تلك الأعمال قبل يوم 30 يونيو كما يتحدث المسئولون؟
- أخذنا وعداً من قبل من الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن تكون البنية الأساسية من الكهرباء منتهية بتاريخ 30 نوفمبر 2014، وكانت تعليماته واضحة ومشددة للسادة نوابه بأن يكون هناك جدول زمنى لعمل الشركة فى كامل قطاعات المنطقة الصناعية لإنجاز أعمال الكهرباء.
■ وماذا حدث؟
- لم تعمل الشركة بالطاقة الكاملة أو الجدول الزمنى التى وضعته للانتهاء من كافة الأعمال الكهربائية بالمنطقة. ولا أعلم السبب الذى يعطل عملهم، فوزير الإسكان قدم كل التيسرات اللازمة لعمل تلك الشركة، وطلب جدولاً زمنياً لعملهم.
■ ماذا عن مشكلة الصرف الصحى؟
- من المفترض أنه قائم وموجود؛ فالمواسير موجودة والمحطات الموجودة، وذلك بالقدر الكافى جداً ليكون هناك صرف صناعى، إلا أن المشكلة أن هناك بعض «المطابق» مسدودة بمواد خرسانية، ومحطة الصرف الصحى موجودة فى نقطة عالية لذا تسحب مياه الصرف عن طريق طلمبات، وهى دائماً وأبداً «عطلانة»، لذا يكون هناك طفح لمياه الصرف دائماً.
■ ماذا عن الطرق غير الممهدة والتى تعرض السيارات لضرر جسيم؟!
- كانت هناك شركة سابقة تعمل على الطرق، و«ماكانتش بتشتغل»، وتم سحب الأعمال منها، والشركة الحالية تسعى للعمل، لكن «مانقدرش نطلب منهم أنهم يشتغلوا ومشكلة الصرف الصحى ماتحلتش لأن العمل هيبوظ، وهيكون ده إهدار للأموال».
■ وهل الوضع الراهن يمكّن المزيد من المصانع للعمل؟
- بدون طرق وكهرباء كافية وصرف صحى «العملية مش هتمشى».
■ وما حجم الاستثمارات بالمنطقة؟
- نتحدث عن استثمارات من المنشآت والمنتجات لا تقل عن 20 مليار جنيه، إضافة لنحو 20 مليار جنيه للمصانع التى لا تزال تحت الإنشاء.
■ ماذا عن حجم الاستثمارات بعد الانتهاء من الـ1600 مصنع التى تتحدث عنها؟
- حينها سنتحدث عن استثمارات لا تقل عن 100 مليار جنيه، وهو استثمار ضخم جداً، «هيخلى اقتصادنا يعدى كتير من اللى بيعانيه حالياً».
■ وما أبرز المنتجات التى ستخرج من المصانع الجديدة؟
- إنشاءات كثيرة لم تظهر بعد ماذا ستنتج، فهناك مثلاً أكثر من 6 مصانع تريد الاستثمار فى لمبات «الليد» شديدة التوفير للكهرباء، ومصانع راغبة فى الاستثمار بالطاقة الشمسية، وغيرها؛ فنحن راغبون فى «عمل شىء للبلد لأنها بلادنا وبنحبها، لكن كل ما نحتاجه الدعم الأساسى للبنية التحتية».
■ لكن بعض المصادر تشير إلى أن الكهرباء موجودة بحجم معقول فى المنطقة؟
- ياريت.. ده شىء يسعدنا، ولكن مثلاً كان لدىَّ مستثمر انتهى من إنشاءاته، ويتوقف عمله لعدم وجود كهرباء لديه، وحين سيعمل المصنع سيعمل لديه قرابة 300 عامل.
■ وما عدد المصانع التى تم بناؤها من قبل.. وما عدد المصانع الجديدة؟
- المصانع القديمة لا يزيد عددها على 50 مصنعاً، أما الجديدة فلا تزيد على 150 فقط.
■ وما أبرز ما يعوق العمل فى المصانع الجديدة؟
- نتحدث عن نحو 70 أو 80% من إجمالى المنطقة تفتقد الكهرباء، فماذا إذا تم إمداد مناطق «فاضية مفيهاش مصانع تشتغل»؛ فنحن نتحدث عن منشآت موجودة بالفعل.
■ ومن يتحمل مسئولية كل المشاكل التى تواجهونها؟
- المشاكل دى متراكمة ومتوارثة لأن المنطقة عمرها أكثر من 20 سنة، والله يكون فى عون مسئولين البلد، ويقدّرهم على المسئولية اللى هما فيها حالياً.
■ وهل تتوقع انتهاء أعمال ألف مصنع قبل 30 يونيو؟
- ما أعتقدش تكون النسبة المطلوبة أو المتصورة.
■ فى تقديرك.. كم النسبة التى ستتحقق من أصل الـ 1000 مصنع؟
- لو استطعنا إنجاز 30% سيكون شيئاً ممتازاً، مع العلم أن المنطقة 1600 مصنع وليست 1000 فقط.
■ أخيراً.. هل تواصلت رئاسة الجمهورية معكم بشأن زيارة الرئيس السيسى المزمعة للمنطقة؟
- المفروض أن هناك زيارة بيستعدوا لها، وتواصلهم مع الأجهزة الحكومية وليس معنا.
جميع الأنشطة متوافرة
الجميل فى المنطقة الصناعية بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة أن بها جميع الأنشطة: بنائية، وأخشاب، وصناعات أساسية مثل عدادات المياه، ورخام، وخرسانة، فهى منطقة صناعية تبشر بالخير، وفى حالة اكتمال البنية الأساسية، والإنشاءات ستكون من أعظم المناطق الموجودة لمصر فهى قريبة من السويس والعين السخنة وتعتبر خارج المنطقة السكنية بالقاهرة مما يعطيها مميزات كتيرة جداً.