"اقلب تليفزيونك".. عشان تلحق التراويح
يزداد الإنتاج الدرامى فى رمضان من كل عام بشكل كبير مقارنة بأى شهر آخر، وهو ما يخلى الساحة خلال بقية شهور السنة أمام المسلسلات الأجنبية، «بما يكلف مصر عملة صعبة هى أحوج لها لشراء تلك المسلسلات، ويلهى الصائمين عن الهدف الحقيقى من صيام رمضان».. هكذا يرى طلال نصر، الذى أطلق حملة على «فيس بوك» بعنوان «اقلب تليفزيونك فى رمضان».
يعمل «طلال» فى مجال التسويق، لكنه ينتقد أداء شركات الإعلان خلال رمضان، ويقول إن هذه الشركات بمختلف أحجامها «تحجز جزءاً كبيراً من ميزانية الدعاية الخاصة بها لشهر رمضان، فى الوقت الذى تنفق فيه الشركات متوسطة وصغيرة الحجم كل ميزانيتها للإعلان».
«60% تقريباً من الإنتاج الدرامى يُنفق لإنتاج مسلسلات تُعرض فى رمضان دون احترام الغاية الرئيسية للصيام».. يقول «طلال» ويردف: «شركات الإنتاج تترك 11 شهراً من السنة مساحة زمنية مفتوحة أمام المسلسلات الكورية والصينية والهندية والتركية، وأصبحت صناعة المسلسلات محصورة فى شهر واحد».
لا يمانع «طلال» فى إنتاج مسلسلات، لكنه يقترح توزيعها على شهور السنة بالتساوى، أو اختيار شهر «ميلادى» آخر لتركيز وتكثيف عرضها: «يجب إتاحة الفرصة أمام الناس للتركيز فى روحانيات رمضان، لأنه فرصة لا تتكرر سوى مرة واحدة فى السنة». ويقارن مؤسس حملة «اقلب تليفزيونك» التى انتشرت كـ«هاشتاج» بين عدد من مستخدمى فيس بوك، بين رمضان زمان ورمضان فى السنوات الأخيرة، مفصلاً أن العرض التليفزيونى فى رمضان التسعينيات «اقتصر على بعض الفوازير الخفيفة ومسلسل أو اثنين على الأكثر بعد المغرب مباشرة، وبقية المسلسلات والبرامج كان يغلب عليها الطابع الدينى، لكن كل هذا تغير، وتحول رمضان إلى موسم مسلسلات درامية وبرامج منوعات». ويرى «طلال» أن سبب ذلك «زيادة عدد القنوات الفضائية، واهتمام الشركات المعلنة باختيار أكتر التوقيتات مشاهدة لعرض إعلاناتها، وتحاول كل قناة عرض أكثر المسلسلات جذباً للمشاهدين لجذب المعلنين على نسب المشاهدات العالية».
يقضى «طلال» وقته فى رمضان بين العمل كمدير تسويق فى إحدى شركات الدعاية والإعلان، حيث يزداد العمل بشكل نسبى فى رمضان، وبعد ذلك يعود للإفطار فى منزله ومشاهدة التليفزيون لمدة ساعة واحدة قبل أداء «صلاة التراويح» يومياً: «لا أدعى أننى شيخ أو متدين بشكل زائد عن الآخرين، لكن الصلاة فى رمضان مهمة، ومع ذلك فأنا أشاهد التليفزيون فى رمضان، خصوصاً الإعلانات للاستفادة من أفكارها فى عملى».
التفاوت بين معدلات عرض المسلسلات فى رمضان عن غيره من الشهور، لفت نظر «طلال» الذى يقول: «رمضان الحالى سيشهد عرض أكثر من 55 مسلسلاً، فلو وزعّناها على بقية شهور السنة، سنقطع الطريق أمام المسلسلات الأجنبية، خصوصاً التركية على مدار السنة، وسنقلل إنفاقنا على تلك المسلسلات بالعملة الصعبة، كما سنقلل من برامج التوك شو التى لا تجد دائماً موضوعات مهمة للحديث فيها فتتناول أى شىء».