نيكول سابا: لو تعاملت مع "شهرزاد" بحسابات زائدة "هتبوظ منى"
تقف الفنانة اللبنانية نيكول سابا، فى اختبار حقيقى هذا العام، سواء بالمنافسة فى الموسم الرمضانى الحالى، أو بتجسيدها لشخصية «شهرزاد»، فى مسلسل «ألف ليلة وليلة»، مع الميراث الكبير الذى تركته نجمات تمتعن بحب وقبول الجمهور، ليضع بعضهن خارج أى منافسة أو تصنيف، وهو ما يجعل منافسة نيكول سابا على لقب «شهرزاد» غاية فى الصعوبة، وفى حوارها لـ«الوطن»، تكشف «نيكول» الجهد الذى بذلته فى الاستعداد للشخصية، وتعبر عن رأيها بصراحة، فى فكرة المقارنة بينها وبين الفنانات اللاتى جسدن الشخصية نفسها، مشيرة إلى أنها تعمدت ألا تشاهد الأعمال الدرامية التى تناولت نفس القصة، وتضمنت شخصية «شهرزاد»، حتى لا تتأثر بأداء الفنانات الكبار، اللاتى سبقنها لتقديم الشخصية، وتوضح نيكول سابا تعاونها مع غريمها «شهريار»، الذى يجسد دوره الفنان شريف منير، كما تتطرق للعديد من التفاصيل التى تكشف عنها فى هذا الحوار.
■ فى البداية كيف تحضرت نيكول سابا لشخصية «شهرزاد»؟
- اعتمدت على السيناريو المُحكم للمؤلف محمد ناير، وتعمدت عدم مشاهدة أعمال النجمات اللاتى جسدن الشخصية نفسها، منعاً لتأثرى بشكل أو أداء أى منهن، ولرغبتى فى ترك بصمتى على «شهرزاد»، بشكل عفوى وتلقائى، لأنى لو تعاملت معها بحسابات زائدة «هتبوظ منى»، وشعرت بضخامة وصعوبة المسلسل، فور قراءتى للورق، وأدركت أنه عمل «مش هييجى كل يوم»، وهو ما يعد مرضياً لطموح أى فنان شارك فيه، علماً بأن التحضيرات اليومية لـ«ألف ليلة وليلة»، توازى التجهيزات للفوازير، رغم عدم تضمن المسلسل أى فقرات استعراضية أو ما شابه، ولكنى كنت أستغرق ساعات طويلة أثناء تحضيرات ما قبل التصوير، نظراً لاختلاف «اللوك» من مشهد لآخر، وهو ما كنت أعتبره «هماً» أحمله على كاهلى طوال الوقت، ولكنى كنت أنظر على المدى البعيد، وأنتظر قطف نتاج مجهودى فى حال تقديمى للشخصية بشكل جيد.
■ ألا تخشين من فكرة المقارنة مع شريهان ونجلاء فتحى وغيرهما ممن جسدن «شهرزاد»؟
- خائفة بالتأكيد، ولكن دعنا نضع المسألة برمتها على كفتى الميزان، فإما أن يدفعنى خوفى من الشخصية للاعتذار عنها، أو أن أقرر المخاطرة معتمدة على اجتهادى ومثابرتى، بغرض تحقيق نجاح يضاف لمسيرتى الفنية، ومن هنا اخترت الخيار الثانى، لأنى بعيداً عن هذا وذاك، أرى أن تقديمى لـ«شهرزاد» فخر كبير، فى ظل وجود عناصر نجاح، متمثلة فى ضخامة العمل إنتاجياً، مروراً بوجود المخرج رؤوف عبدالعزيز، الذى يتعامل مع كل شخصيات المسلسل كـ«أطفاله»، ثم السيناريو الجيد لمحمد ناير، حيث تجمعت كل هذه العوامل لتحمسنى على خوض التجربة.
■ وهل كونك فنانة غير مصرية يُقلل من حدة المقارنة؟
- أعتقد ذلك، ولكن ربما نفاجأ بظهور أشخاص عنصريين، يبدون تذمرهم من تجسيدى للشخصية، بدعوى أنه كان من الأولى إسنادها لفنانة مصرية، وهذا الحال يبدو مشابهاً لما نراه أحياناً من ورثة الشخصيات الفنية التى يتم تقديمها فى أعمال فنية، إذ نجدهم يعترضون على إسناد الشخصية المراد تجسيدها لفنان من جنسية أخرى، وفى العموم «شهرزاد» ليست سيرة ذاتية ولكنها شخصية خيالية، وفى المقابل سنجد أناساً يشيدون بتقديمى للشخصية، لأنهم يروننى واحدة منهم، ومتمكنة من لهجتهم، وأحظى بشعبية فى بلادهم.
■ وما الجديد الذى تقدمينه فى شخصية «شهرزاد»؟
- قصة مسلسلنا متشعبة درامياً عما قُدم فى أعمال سابقة، حيث سنرى وجوهاً متعددة لشهرزاد، منها الوجه العاطفى، والمنتقم، والعنيف، وهو ما يجعل ردود الأفعال متنوعة حيال الشخصية، إذ ستجد فئة من الجمهور متعاطفة معها، وأخرى تلومها على أفعالها، حيث أعجبت بهذه الحالة المتباينة التى سيُحدثها الدور، والتى تعطينى كممثلة مساحة واسعة فى الأداء، أبرز خلالها مناطق جديدة من موهبتى التمثيلية.
■ يرى البعض أن المسلسل يتضمن إسقاطات سياسية.. فهل ترمز «شهرزاد» لشخصية معينة؟
- شخصية «شهرزاد» لا تحمل أى إسقاط سياسى، ربما الوضع يبدو مغايراً بالنسبة لشهريار، لكونه ملكاً فى هذه الحقبة الزمنية، أما «شهرزاد» فشخصيتها تحمل فى رأيى رسالة للمرأة، لأنها ترغب على مدار الأحداث فى الانتقام من «شهريار» بعد قتله للعديد من السيدات بمن فيهن أمها، ولذلك سيخرج الشعب منادياً باسمها، بعد أن يولد الأمل لديه فى عدم تعرض سيداته للقتل، بعد تمكنها من العيش مع الملك ليالى طويلة دون أن يقتلها.
■ ما نقاط التشابه بينك وبين هذه الشخصية؟
- عندما رشحنى المخرج لتجسيد الشخصية، علمت دوافعه من وراء ترشيحه، التى تمثلت فى ضرورة كون «شهرزاد» فتاة أحلام بالنسبة للمشاهد، وبالتالى كان لا بد من إسناد الدور لممثلة تحمل هذه المواصفات، كما اكتشفت فيما بعد نقاط تشابه بينى وبينها، ومنها قوة الشخصية، والعصامية، والرومانسية، وحب العائلة، علماً بأن «شهرزاد» خاضت صراعها مع «شهريار»، رغبة فى الانتقام لوالدتها والحفاظ على أختها وأفراد عائلتها.
■ ألم يقلقك التعاون مع مخرج المسلسل خاصة أن العمل أولى تجاربه الإخراجية؟
- إطلاقاً، سمعت عن «رؤوف» منذ فترة، وعندما بدأنا التصوير شعرت وكأنه يُخرج منذ سنوات، ووجدته متمكناً، وذاكر «ألف ليلة وليلة» بشكل جيد، وبعيداً عن هذا وذاك، رأيت أن المنتج تامر مرسى لن يغامر بمخرج دون المستوى، فى مثل هذا المسلسل الأضخم إنتاجياً.
■ وكيف تقيمين تعاونك مع شريف منير؟
- شريف ممثل قوى، وشعرت بالتحدى عندما علمت بتجسيده شخصية «شهريار»، لأن «الممثل الثقيل» يُعلى من أداء زملائه، ولذلك كانت مشاهدنا أشبه بمباراة «بنج بونج»، لأنى قدرت أقوم بالواجب معه، وكنت على قدر المسئولية، وهو ما خلق حالة من الإنسجام بيننا أثناء التصوير.
■ لماذا تنازلت عن غناء تتر النهاية لحنان ماضى ومحمد محسن؟
- لم أقدم على غناء التتر، منعاً لخلط الأوراق بين نيكول الممثلة ونظيرتها المطربة، خاصة أن الجمهور ليس قادراً حتى الآن على التفريق بين طريقة ظهورى، وأدائى فى أغنياتى المصورة والأفراح والحفلات، وبين أعمالى التمثيلية، فما بالك لو شاركت فى بطولة فيلم أو مسلسل و«حشرت» لهم أغانى خلاله؟ هذه رؤيتى تجاه كل أعمالى، بما فيها فيلمى الجديد «حياتى مبهدلة» مع محمد سعد، الذى لم أغن فيه رغم غناء الأخير أغنية فيه، ويأتى موقفى مناقضاً لآراء فنانين «هيموتوا» من أجل «حشر» أغان لهم فى أعمالهم التمثيلية، ولكنى لا أعانى من هذه المشكلة.
■ هل ترين أن «ألف ليلة وليلة» يحتمل تقديم جزء ثان منه حسبما أعلنت الجهة المنتجة؟
- نعم، ولكن المسألة برمتها تتوقف على ردود أفعال الجمهور، ومدى تقبله للعمل، خاصة أن طبيعة المسلسل بما تحتويه من دراما فانتازيا ومشاهد جرافيك وما شابه لا يرونها كل يوم، وليسوا معتادين على مشاهدتها مثلما يحدث فى الخارج، ولذلك يعد «ألف ليلة وليلة» أشبه بـ«الباراشوت» الهابط على دراما رمضان، كما أن نهاية المسلسل مفتوحة، وبالتالى تحتمل تقديم جزء ثان.
■ لماذا انسحبت فجأة من بطولة مسلسل «مولانا العاشق»؟
- لم أنسحب مثلما تداولت الصحافة، ولكنى تلقيت عرضاً للمسلسل، واعتذرت عنه فى حينه، لأنى كنت ارتبطت آنذاك ببطولة مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وبالمشاركة فى بطولة حلقتين من مسلسل «نصيبى وقسمتى» لهانى سلامة، وأنا بطبعى لا أهوى الظهور فى العديد من الأعمال التليفزيونية، ولكن وجدت أن «نصيبى وقسمتى»، مختلف تماماً عن «ألف ليلة وليلة»، وفوجئت بعدها بتداول شائعة انسحابى من «مولانا العاشق» على مواقع الإنترنت، وهذا ليس صحيحاً بالمرة.
■ هل انزعجتِ من خروج «نصيبى وقسمتى» من سباق دراما رمضان؟
- إطلاقاً، شاءت الأقدار أن يتم تأجيله، وفى النهاية المسلسل منسوب لهانى سلامة وليس لشخصى، وكل حلقة منه تشبه فيلماً سينمائياً، كون أحداثه تدور فى إطار حلقات منفصلة، وأظهر فى حلقتين إحداهما تراجيدية والأخرى رومانسية، وعنوان الحلقة الأولى «بعيش فيكِ» والثانية «7 الصبح»، حيث أظهر زوجة لهانى فى الحلقتين، ولكن فى التراجيدى أجسد شخصية أرملة تظل روح زوجها حاضرة حولها فى كل مكان، إذ تشعر بوجوده دون أن تراه، ما يجعلها تعيش فى أزمة طوال الوقت، أما «7 الصبح» فهى أقرب إلى تركيبة مسلسل «هو وهى» لأحمد زكى، وسعاد حسنى، كون الحلقة تدور فى إطار من الغيرة بين الزوجين.
■ وماذا عن ظهورك كضيفة شرف فى مسلسل «استيفا»؟
- أعجبت بالسيناريو، وبطبيعة دورى كمحققة بوليسية، وأظهر بشخصيتى الحقيقية أحقق فى جريمة قتل مع عباس أبوالحسن، وأرى أن تجسيدى لهذه الشخصية يعد جديداً على الجمهور شكلاً وموضوعاً.
■ وكيف ترين المنافسة التليفزيونية هذا العام؟
- المنافسة قوية وشرسة، كون المواضيع المُقدمة جادة، ولا تحمل استخفافاً بعقول المشاهدين، بل تتضمن أفكاراً جريئة فى تناولها، والمسألة ليست مقتصرة على جودة العمل، وأداء الممثلين فحسب، وإنما هناك جهد مبذول على صعيد الملابس والديكورات.