السيدة زينب.. صلاة التروايح في مسجد "الطاهرة"
يبقع هنا ضريح "الطاهرة"، في ذلك الحي العتيق الذي يحمل اسمها "السيدة زينب"، "كريمة الدارين"، ابنة علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ابنة النبي، وشقيقة الحسن والحسين، للسيدة زينب عدة ألقاب منها "رئيسة الديوان" و"الطاهرة".
وفي الحي، يستقبلك المسجد الذي يحمل اسم "السيدة زينب"، بأضوائه المبهجة التي تزين قبته، وتزيدها جمالاً في ليالي رمضان، يضم المسجد الضريح، ويتوافد عليه الزوار من كل حدب وصوب يلتفون حوله أما حبًا لآل بيت النبي، وأما طلبا لحاجة في نفسهم فالبعض قادته قدماه إلى هنا طلبًا لأمر من أمور الدنيا، والآخر طلبًا للشفاء .
أما بشأن حقيقة وجود حفيدة الرسول، وشقيقة الحسن والحسين في مصر، تذكر كتب التاريخ أن السيدة زينب جاءت إلى مصر وماتت بها ولها ضريح يزار في شارع بورسعيد "الخليج المصري سابقًا"، بينما يذكر بعض الباحثين في التاريخ والحضارة الإسلامية أن الحديث عن وجود أضرحة؛ لبعض آل البيت في القاهرة هو من فتنة الدولة الفاطمية التي حكمت مصر الأمر الذي أشار إليه حفيد الجبرتي أحمد حافظ الحديدي الباحث في تاريخ القاهرة في دراسة استغرقت عده سنوات.
وجاء فيها أنه حتى القرن العاشر الهجري الموافق السادس عشر ميلادي، لم يكن هناك وجود لمدفن السيدة زينب في القاهرة، وأن المكان الذي يقع فيها الضريح لم يكن أرضًا عند وفاة السيدة زينب عام 62 هجرية بل كان جزءًا من نهر النيل، وتحول إلى جزء من بركة قارون في عصر الدولة الأموية .
تتعدد الأقاويل وتختلف الآراء عن وجود رفات السيدة زينب ودفنها في مصر؛ لكن تبقى الحقيقة مجسدة في ضريح مقام باسمها يحظى بإجلال المصريين وحبهم رغم أنهم ليسوا "شيعة"، فأمام ساحة المسجد الزحام "دائم"، وتزداد شدته مع اقتراب شهر رمضان ليصل إلى حالة الذروة مع إقامة صلاة التراويح.
يحتل مسجد السيدة زينب مكانة كبيرة في قلوب المصريين، حيث يعتبر كثير من سكان الأقاليم زيارته "شرف وبركة"، يتسابقون في نيلها تتعدد مقاصدهم، وتتوحد وجهتهم فأمام المقام القابع خلف صندوق كبير من المعدن الفضي اللون المزخرف برسومات إسلامية مفرغه، يظهر الضريح من خلفه يقف الزائرين ما بين باكي وشاكي وداعي فهناك من تشكوا مرضها، هناك من تطلب أمور الدنيا، و جاء للوفاء بنذر، ورابع عصفت بها الدنيا فجاء طلبًا للسكينة، بشأن ضريح السيدة الأمر الذي يؤكده أمين عهده المسجد بأنه سمه من سمات المكان الذي يعد قبله السائلين والمحتاجين والفقراء والمساكين خاصة خلال شهر رمضان الكريم .