"بكار" ومنى أبوالنصر.. الإبداع أصله كارتون
«يا أبوكف رقيق وصغير وعيون فنان محتار.. يا أبوضحكة وصوتها فى قلبه بيضوى ألف نهار».. كلمات بصوت الفنان محمد منير ممزوجة بشخصية كارتونية نوبية اسمها «بكار» ارتبطت بوجداننا، لتدشن حالة مختلفة لكل من عاصروها، هى صنيعة واحدة من رواد فن الرسوم المتحركة، وقع اسمها على تتر حلقات المسلسل الكارتونى «بكار» لتجذب إليها الملايين من المشاهدين فى مصر والعالم العربى، وتترك بصمة فى قلوب الجميع. إرادة حقيقية وموهبة إبداعية دفعت الفتاة المصرية «منى أبوالنصر» لمشوار من النجاحات فى ربيعها الثالث عشر لتتوج بالجائزة الأولى فى المسابقة العالمية لرسوم الأطفال بإيطاليا عام 1965 عن عمل «القط الأسود»، تواصل الفتاة الموهوبة فى فن الرسوم المتحركة مشوارها لتحصد جائزة جديدة فى المسابقة القومية لرسوم الشباب محققة المركز الأول عام 1971، فى أعقاب التحاقها بكلية الفنون الجميلة، وتحصل مرة أخرى على الجائزة نفسها عام 1973. تمكنت «أبوالنصر» من تغيير نظرة المجتمع إلى كارتون الأطفال، واستطاعت أن تحقق نجاحات مذهلة بأقل الإمكانات والتكاليف فى ظروف صعبة كان أبرزها مسلسل «كانى ومانى»، و«السندباد البحرى»، و«بكار».
تخرجت «أبوالنصر» فى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام 1975، وحصلت بعدها على درجة الماجستير فى إخراج وتصميم مطبوعات الطفل، ثم درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا الأمريكية عن فيلم «المنتصر» الذى يصور صراع الإنسان فى الحياة وارتباطه بالأرض وحصل هذا الفيلم على 3 جوائز عالمية ومحلية، وتعد «أبوالنصر» السيدة العربية الوحيدة التى حصلت على هذه الجائزة، كما حصلت على جائزة مهرجان شيكاغو فى دورته الأولى، وجائزة مهرجان صفاقس السينمائى الدولى بتونس. كونت «أبوالنصر» شركة خاصة لإنتاج الرسوم المتحركة لعدم وجود ميزانية خاصة لهذه الأفلام بوزارة الثقافة واتجهت للعمل بالتليفزيون حيث ابتدعت شخصية «بكار» التى لاقت قبولاً مدهشاً من الكبار والصغار كما أن لها دراسات وأبحاثاً عديدة فى فن التحريك.
رحلت منى أبوالنصر فى شهر سبتمبر عام 2003 عن عمر يناهز 50 عاماً، بعد صراع مع مرض «السرطان»، ورحلة علاج استمرت 4 أشهر بالعاصمة الفرنسية باريس لتترك لنا إرثاً كبيراً من إبداعاتها الفنية، وتجعل من الأفلام الكارتونية قيمة كبيرة لدى المصريين.