"الإضاءة" أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في عهد المعز لدين الله الفاطمي
شهر كريم يأتي للمسلمين كل عام ليملأ بيوتهم بالفرحة، ويستقبله المسلمون بتعليق الزينات وإقامة الولائم، استعدادًا لقدومه، وعلى الرغم من أن رمضان مميز لدى الأمة الإسلامية في كل دول العالم، إلا أن الشهر الكريم في مصر له سحر خاص يمتاز به منذ قديم العصور التي مرت عليها.
"اللمة" هي أشهر العادات الرمضانية المصرية، حيث تجتمع الأسر، وتقام الولائم وتعلق الزينات، وتضاء الشوارع بالمصابيح، وتعلو أصوات المصلين في صلاة التراويح، وعلى الرغم من تشابه رمضان في معظم العصور المصرية إلا أن كل حاكم مصري كان له طقوسه المميزة التي يقوم بها تجاه شعبه خلال شهر رمضان المبارك.
ويوضح الدكتور محمود إبراهيم حسين، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، لـ"الوطن"، أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في عهد المعز لدين الله الفاطمي، أول الخلفاء الفاطميين في مصر، والإمام الـ14 من أئمة الإسماعيلية، وحكم من 953 حتى 975.
ومع تولي الفاطميين حكم مصر هدموا "دكة القضاة" المقامة من الخشب أعلى سفح جبل المقطم، التي كان يتحرى من خلالها القضاة رؤية هلال شهر رمضان المبارك في عهد الفاطميين والإخشيديين ومن سبقوهم، وبنوا مكانها مسجدًا صغيرًا.
وانقطع القضاة عن رؤية الهلال، منذ بداية عصر المعز لدين الله الفاطمي، وحتى انتهاء عهد الدولة الفاطمية، نظرًا لاتباع الفاطميين المذهب الشيعي، واعتمادهم على الحسابات الفلكية في استطلاع رؤية هلال شهر رمضان.
وحرص الفاطميون في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وكل الحكام الذين خلفوه في هذا العهد على الاحتفال بغرة شهر رمضان المبارك من خلال تشكيل وفد من القضاة يجوبون شوارع مصر قبل ليلة رمضان بنحو 3 أيام ليتفقدوا الإضاءة، واستعدادات المساجد والتأكد من عدم نقصان أي شيء بها.
وحافظت مصر مثل الأقطار الإسلامية المختلفة، على الاستزادة من إنارة المساجد والمصابيح التي كانت تعلق أعلى مآذن وواجهات المساجد في شهر رمضان.
كما حرص الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، على الخروج إلى شوارع المدينة لتوزيع الطعام والنقود على الفقراء والمحتاجين في أول أيام شهر رمضان المبارك.
كما كان يتم عرض أنواع الحلوى مثل "القطايف والكنافة" في الأسواق، إذ يقال إن الكنافة صنعت خصيصًا للخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، ومنها صنعت للخليفة معاوية بن أبي سفيان.