بالفيديو| مسجد السيدة سكينة.. عبادة وسعادة و"شنط رمضان"
أحياء تضم عبقًا تاريخيًا منذ قديم الأزل، تحوي بداخلها جثامين أحفاد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لا يعرف البعض عنها الكثير من المعلومات بسبب بعدنا التاريخي عن حضارتنا الدينية التاريخية الأصيلة، في منطقة حي الخليفة بالقاهرة يوجد العبق التاريخي الغائب الحاضر توجد مساجد لها من الروحانيات ما لا تصفه الكلمات إلا أن قلبك ينشرح فرحًا وسعادة حينما تطأ قدماك مساجد ضمَّت بداخلها أضرحة أئمة وسلف صالح هم أحفاد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
مسجد السيدة سكينة يقع بحي الخليفة بمنطقة السيدة عائشة، فهي السيدة آمنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، أمها رباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس سيد بني كلب ولدت سنة47 هـ، وسميت باسم جدتها أم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لقَّبتها أمها بـ"سكينة" وذلك لأن نفوس أهلها وأسرتها كانت تسكن إليها لفرط مرحها وحيويتها.
تزوجت مصعب بن الزبير ثم عبدالله بن عثمان بن عبدالله ثم زيد بن عرور بن عثمان بن عفان، وكانت السيدة سكينة أول من سنَّت الندوات في المدينة المنورة وكانت تمتاز بالأدب الرفيع والعلم الغزير والشعر الرقيق حتى إنه في مكان الضريح يوجد بعض المعلقات الشعرية الملقاة في حب السيدة سكينة عليها رحمة الله.
"يأتي المحبون لهذه الأماكن من بقاع عدة وذلك للتصدق ولتوزيع الشنط الرمضانية ولما لهذه الأماكن من روحانيات عالية"، هكذا بدأ الشيخ سليمان محمد محمد، إمام مسجد السيدة سكينة، حديثه عن المسجد وروحانياته الرمضانية التي لا تخفى على أعين الناظرين فنفحات الشهر الكريم تسير جنبًا إلى جنب مع روحانيات المسجد ومقامه الكريم الذي يحوي جسد السيدة "سكينة" بنت الإمام الحسين وحفيدة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابع إمام المسجد قائلاً في ارتياح شديد وهو يتحدث عن فيض خير أحفاد الرسول وآل بيته الكرام، ليثني عليهم بكل خير ويصف الروحانيات الرمضانية التي تكاد أن تطل من جنبات المكان قائلاً: "يأتي من كل مكان مصلون قاصدين هذه الأماكن في الشهر الكريم لما لها من روحانيات عالية وارتباط نفسي مع الكثيرين منهم"، الرجل الذي بات في العقد الرابع من العمر وباتت عليه علامات الهدوء والطمأنينة، فوجهه الأبيض ولحيته السوداء المهذبة وعيناه السوداوان ونظارته الطبية وصوته الدافئ وملامح وجهه الأقرب للشبابية، باتت كل هذه سمات تتماشى وقدسية المكان العظيمة.
"يستضيف المكان الفقراء والمساكين والأغنياء وكل أبناء الحي فالمكان هنا لا يزال يتمسك بسمات أزلية منها ترابط الأهل والعشيرة والجيران، فالحب والمودة من أبرز ما يميز سكان الحي"، يتابع الرجل وصف المكان وقاطنيه ليؤكد أنهم رجال يفيضون بالحب والترابط ليأتي الشهر الكريم لتظهر هذه المودة بدرجة كبيرة من ذي قبل ليعج المكان بالروحانيات والمودة والرحمة وكأنك في بؤرة إيمانية وتتمنى لو ظللت فيها.