"الرِّجال قوّامون على النّساء" آية توضح تكامل دور الرجل والمرأة
"الرِّجال قوّامون على النّساء بما فضَّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..."، شغل موضوع قوامة الرجال على النساء مساحة عريضة من اهتمام قرّاء النص القرآني من المؤمنين وغيرهم، وتباينت فيه الآراء بشكل مدهش ومثير.
ما معنى القوامة؟ وهل تلك القوامة تفضيل من الله للرجل على المرأة؟ هذا ما أوضحه الشيخ محمد متولي الشعراوي.
وقال إن معني القوامة: إذا قيل إن فلانا قائم على أمر فلان، فما معنى ذلك؟ هذا يوحي بأن هناك شخصا جالس، والآخر قائم فمعنى قوامون على النساء أنهم مكلفون برعايتهن والسعي من أجلهن وخدمتهن إلى كل ما تفرض القوامة من تكليفات، إذا فالقوامة تكليف للرجل.
ومعنى "بما فضل الله بعضهم على بعض"، ليس تفضيلا من الله عز وجل للرجل على المرأة كما يعتقد الناس، ولو أراد الله هذا لقال: بما فضل الله الرجال على النساء، لكنه قال: "بما فضل الله بعضهم على بعض"، فأتى ببعض مبهمة هنا وهناك، وذلك معناه: أن القوامة تحتاج إلى فضل مجهود، وحركة وكدح من ناحية الرجال، ليأتي بالأموال يقابلها فضل ناحية أخرى، وهو أن للمرأة مهمة لا يقدر عليها الرجال، فهي مفضلة عليه فيها، فالرجل لا يحمل ولا يلد ولا يحيض.
ولذلك قال تعالى في آية أخرى: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض"، لمن الخطاب هنا؟ إنه للجميع، وأتى بكلمة البعض هنا أيضا ليكون البعض مفضلا في ناحية، ومفضولا عليه في ناحية أخرى.
ولا يمكن أن تقيم مقارنة بين فرديين لكل منهما مهمة تختلف عن الآخر، لكن إذا نظرنا إلى كل من المهمتين معا، سنجد أنهما متكاملتان، فللرجل فضل القوامة بالسعي والكدح، أما الحنان والرعاية والعطف فهي ناحية مفقودة عند الرجل؛ لانشغاله بمتطلبات القوامة.
ولذلك فإن الله عز وجل يحفظ المرأة لتقوم بمهمتها، ولا يحملها قوامة بتكليفاتها تلك لتفرغ وقتها للعمل الشاق الآخر الذي خلقت من أجله، لكن الشارع أثبت لنا أن الرجل عليه أن يساعد المرأة، وكان إذا دخل البيت ووجد أهله منشغلين بعمل يساعدهم، ما يدل على أن مهمة المرأة كبيرة وعلى الرجل أن يعاونها.
ومساعدة الزوج زوجته في أعمال البيت لا يؤثر في رجولته، بل يزيدها جمالا وهيبة، وسئلت السيدة عائشةَ: "يا أمَّ المؤمنينَ أيُّ شيءٍ كان يصنَعُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا كان عندَكِ؟ قالت: ما يفعَلُ أحدُكم في مِهنةِ أهلِه يخصِفُ نعلَه ويَخيطُ ثوبَه ويرقَعُ دَلْوَه".