لفظ خارج بـ"تحت السيطرة" يثير استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي
أثار مشهد بمسلسل "تحت السيطرة" استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت الفنانة جميلة عوض بدور "هانيا"، طالبة، وتتحدث مع صديقها داخل المدرسة عن تدخينها الـ"حشيش" وممارستها الجنس، مؤكدين أن المشهد لا يراع أعمار المشاهدين ويتعارض مع العادات والتقاليد.
ويسلط "تحت السيطرة" الضوء على قضية الإدمان والتي أصبحت شبحا يهدد العالم بأكمله، ما دفع الأمم المتحدة لتحديد تاريخ 26 يونيه كيوم العالمي لمكافحة تعاطي المخدرات والإتجار بها.
وأكد الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، في تصريحات لـ"الوطن"، أهمية وضع شريط تحذيري في الأعمال الدرامية لمن هم دون 18 عاما، خاصة في حالة مشاهد تعاطي المخدرات أو العنف لأن تلك المشاهد تساهم بشكل كبير في زيادة العنف خاصة لدى الأطفال.
وفيما يتعلق بتأثير مشاهد تعاطي المخدرات على الأطفال أو المراهقين، أوضح مجدي أنها لا تؤدي لتعاطي المخدرات إلا بنسبة تتراوح ما بين 1% إلى 2%، وذلك لأن أقصى ما قد يقوم به الطفل في تلك الحالة هو محاولة تقليد المشهد بدافع الفضول، وغالبا ما يتم توجيهه من الأبوين بعدم صحة السلوك، لكي لا يعود إليه.
وتابع: "لا يلجأ المدمن لتعاطي المخدرات إلا مع توافر مجموعة من العوامل، منها ما هو اجتماعي كغياب الأبوين وتوافر المال اللازم لشراء المخدر، إضافة لمعرفة أماكن شرائه ومنها ما هو شخصي كأن يكون ذو شخصية هستيرية، أو متقلبة المزاج أو تميل لكسر قواعد المجتمع وهي عوامل غالبا ما لا تتوافر للأطفال".
ووفقا لدراسة تحليلية أجراها المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، عام 2014، فإن 88% من الأعمال الدرامية تناولت قضية تعاطي المخدرات بمعدل 15.5 من إجمالي المشاهد الدرامية، وتتجلى خطورة هذه الأعمال في كونها تقدم قضية الإدمان دون عرض نتائجها السلبية، مع ربطها للحظات السعادة والتخلص من الضغوط والمشكلات بتعاطي المخدر ما يجعلها كمشاهد تعليمية وترويجية للمخدرات بين الشباب، على حد تعبير الدراسة.
ونظرا للخطورة التي قد تلعبها تلك المشاهد الدرامية فقد صدر في مؤتمر "تقليل الطلب على المخدرات"، والذي عقد في مايو 2015 بحضور المهندس إبراهيم محلب، وثيقة التزام لصناع الدراما بشأن تعاطي المخدرات، نصت على إيجاد الآلية لحظر مشاهد تعاطي الأطفال دون 18 عاما المخدرات كما نصت على عرض شريط تحذيري مصاحب لمشاهد التدخين وتعاطي المخدرات في حالة عرض تلك المشاهد داخل العمل الدرامي، وهو ما لم يلتزم به صناع الدراما في الأعمال الدرامية حاليا.