رمضان في سوريا أوله "مرق" وأوسطه "خرق" وأخره "لصر الورق"
تزينت الشوارع السورية بألوان الزينات المختلفة والفوانيس منذ ثلاثة أيام حين اجتمع المتخصصون لرؤية الهلال، حتى تنتشر أجواء البهجة والمحبة بعد إعلان القاضي الشرعي غرة رمضان، تقف ومعها فتيات من العائلة يعدون طعام السحور الفول والطعمية السورية والبيض واللبنة بالزعتر، وهن ينتظرن الرجال يعودون من صلاة التراويح.
تبدأ سمر بدر، عضو المكتب التنفيذي لتيار التغيير السوري المعارض، بإعداد المائدة بالسحور السوري المختلف، وصوت "أبو طبلة" يتجول داعيًا بطرقات طبلته المسلمين لقيام الليل وتناول وجبة السحور قبل بدأ الصيام لأول يوم من الشهر الكريم، يتلف أفراد العائلة حول مائدتها في جو يمتلأ بالسعادة والمحبة.
في صباح اليوم الأول، تذهب سمر إلى السوق لشراء ما يلزمها لعزيمة الأهل على الإفطار، ففي سوريا يعتاد الأهل على التجمع بأحد المنازل العائلة يتجمعون على مائدة الإفطار، تتحول الديار للضيافة، التي تستمر من بداية رمضان حتى منتصف هذا الشهر المبارك.
"العشر الأول من رمضان للمرق" مثل يقوله الدمشقيين ويعني عن الاهتمام بإعداد وجبات الطعام السورية المختلفة، مثل شوربة صحن والفتوش والسمبوسك بالجبنة أو باللحمة، "شكرية" عبارة عن زبادي مطبوخ مع قطع لحمة كبيرة، وكبة مقلية أو مشويةو فراخ بالحمضي أي الليمون والثوم بالفرن، وشيش براك، كما يتواجد بشكل أساسي "التسقية" أي فتة الحمص وورق العنب باللحمة على المائدة كل يوم، المشروبات مثل عرقسوس والتمر الهندي و عصير المشمش.
يحرص السوريون على تبادل الزيارات وصلة الأرحام، والإحسان للفقراء والأرامل، ويتبادل المصلون تحيات الود والمحبة، وفعند سماع المدفع تختفى الناس من الشوارع.، وتمتلئ المساجد بالمصليين حتى الانتهاء من الصلاة، وفي التراويح أيضًا، ومثلها كباقي السوريات تذهب سمر لأداء الصلاة في المسجد القريب من دارها،
أما "العشر الأوسط للخرق" أي شراء ثياب وكسوة العيد، فيقوم البائعين بتكثيف عرض بضائعهم في أسواق دمشق التقليدية كالحميدية، والبزورية، وخان الجمرك
والعصرونية، والحمراء، والصالحية، وأبو رمانة والقصاع، ثم يأتي "العشر الأخير لصر الورق" وهو الإنهماك بإعداد حلوى العيد كالمعمول والكعك.