قائد "الدفاع الجوى": نتعهد بالحفاظ على "قدسية سماء مصر"
تحتفل قوات الدفاع الجوى الثلاثاء المقبل بعيدها، وفاءً لذكرى إقامة «حائط الصواريخ» الذى منع العدو من الاقتراب من جبهة القتال، لتمثل أولى مراحل النصر فى معركة التحرير فى 6 أكتوبر 1973.
«الوطن» أجرت حواراً مع الفريق عبدالمنعم التراس، قائد قوات الدفاع الجوى، بالتزامن مع احتفالات عيد القوات الجوية، مجدداً العهد لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع بالحفاظ على قدسية سماء مصر، لكى تظل درعاً للأمة العربية بأسرها، مشدداً على احتفاظ رجال القوات الجوية بأعلى درجات اليقظة طوال الـ«24 ساعة».
■ تحتفل قوات الدفاع الجوى فى الثلاثين من الشهر الحالى بعيدها.. فما سر اختيار هذا التاريخ عيداً لها؟
- صدر قرار جمهورى فى فبراير 1968 ببدء إنشاء قوات الدفاع الجوى، لتكون القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، وتمكنا من إنشاء «حائط الصواريخ»، تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات فى هذا الوقت «فانتوم»، و«سكاى هوك»، وهى ذات إمكانيات عالية، مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، ومن خلال تدريب قواتنا على ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف، تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من تلك الطائرات، مع أسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة «فانتوم»، وأطلق عليه «أسبوع تساقط الفانتوم»، وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى. ويعتبر 30 يونيو عام 1970 البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة «حائط الصواريخ» الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة؛ فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيداً لها.[FirstQuote]
■ عملت قواتنا المسلحة على تأمين إرادة الشعب وحمايته خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. ما دور قوات الدفاع الجوى فى هذا الصدد؟
- أود أن أوضح أن قوات الدفاع الجوى أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وطبقاً لمواقع تمركز وحداتها الإدارية والمقاتلة فإنها تنتشر فى جميع ربوع الدولة، وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة، وطبيعة عمله تقتضى وجود أطقم القتال فى الخدمة بصفة مستمرة سلماً وحرباً؛ لذلك فإنه قد وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً، وكان له دور عظيم فى متابعة الأحداث وتلقى كل البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك فى القبض على بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين والمخربين، كما أسهمت قوات الدفاع الجوى فى تأمين جميع مراحل العمليات الانتخابية منذ 25 يناير حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك فقد عملنا على حماية الأهداف الحيوية والاشتراك فى تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقاً للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة، بالإضافة إلى دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين على حدود مصر المختلفة فى الإبلاغ عن أى عناصر تتسلل إلى حدود مصر البرية والبحرية والجوية فى منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود، كما تقوم قوات الدفاع الجوى بتأمين أعمال قتال القوات الجوية أثناء تنفيذ المهام المكلفة بها فى مكافحة الإرهاب فى سيناء.
■ فى ظل التهديدات التى تتعرّض لها عملية السلام فى المنطقة وعدم الاستقرار السياسى نتيجة الثورات العربية المحيطة، واشتراك القوات المسلحة فى تأمين الجبهة الداخلية.. كيف تواجه قوات الدفاع الجوى هذا الموقف؟
- أود أن أوضح أمراً مهماً جداً؛ فنحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، فإننا فى الوقت ذاته نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة، والتهديدات التى تتعرّض لها كل مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل ليس بعيداً عن أذهاننا، ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلماً وحرباً، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى؛ فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة ليلاً ونهاراً سلماً وحرباً، وتحت مختلف الظروف، على تنفيذ مهامها بنجاح.
■ وكيف تعمل قوات الدفاع الجوى على تحقيق الاستعداد القتالى لعناصرها؟
- يتم تحقيق الاستعداد القتالى العالى والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والاعتبارات، تتمثل فى الحالات والأوضاع التى تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غاية الدقة، وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها فى الوقت المناسب. ويتم المحافظة على الاستعداد القتالى الدائم من خلال الحصول على معلومات عن العدو الجوى بصفة مستمرة، والتنظيم الدقيق لوسائل المواصلات، واستعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية لإدارة أعمال القتال، والمحافظة على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات، ويتم تنفيذ كل هذه العناصر فى إطار من الانضباط العسكرى الكامل، والروح المعنوية العالية، ويعتبر اشتراك عناصر قوات الدفاع الجوى فى معاونة باقى أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة فى تأمين الجبهة الداخلية والتحول الديمقراطى للدولة إحدى المهام الثانوية التى تقوم بها قوات الدفاع الجوى دون المساس بالمهمة الرئيسية المتمثلة فى تأمين وحماية سماء مصرنا على جميع الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة للدولة.[SecondQuote]
■تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر إحدى الركائز المهمة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية، كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
- تحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها فى المجال العسكرى من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة، بالاستفادة من التعاون العسكرى بمجالاته المختلفة، طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة، وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات، بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة فى الترسانة العالمية، حتى نحقق الهدف الذى ننشده، وفى هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكرى من خلال مسارين؛ أولهما التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات، بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى، طبقاً لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة.
أما المسار الثانى فهو التعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول، وقوات الدفاع الجوى تسعى دائماً لزيادة محاور التعاون فى كل المجالات «التدريب، والتطوير، والتحديث»، ويتم التحرك فى هذه المسارات، طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً، بما يؤدى إلى استمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوى على مستوى المعدات أو أسلوب الاستخدام.
■ وما منظومة عمل قوات الدفاع الجوى؟
- تتكون منظومة الدفاع الجوى من عدة عناصر استطلاع، وإنذار، وعناصر إيجابية تمكّن القادة من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى جميع ربوع الدولة فى مواقع ثابتة، وبعضها يكون متحركاً، طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها. ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار المختلفة التى تقوم بأعمال الكشف والإنذار، بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدى والمدفعية (م. ط) والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية، بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى، وإفشال فكره فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة. ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفعاليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة.
■ أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم؛ فما الحل من وجهة نظركم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟
- شىء طبيعى فى عصرنا الحالى أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها، سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية، مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة كتاباً مفتوحاً أمام العدو أو الصديق.
لكن هناك شيئاً مهماً، وهو ما يعنينا فى هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان، بما يضمن التنفيذ الكامل فى إطار الخداع والمفاجأة، وهذا فى المقام الأول يحقق الإخفاء درجات سرية عالية، وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة.
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية «الفانتوم» باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوافرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة إلى إحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى «استراتكروزر» المزوّدة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة، وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل «وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر فى شرق القناة»، ومن هنا نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات، لكن القدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
■ فى ظل أنظمة التسليح، هل تمتلك مصر تسليحاً محلياً؟
- نمتلك تسليحاً غربياً وشرقياً وتنوعاً فى التسليح له اعتباراته فى مجال التأمين الفنى والتدريب.
والخبرة التى لدينا والإمكانيات المتوافرة والكوادر الفنية المدرّبة داخل القوات المسلحة، فنستطيع التعامل مع كل الأنظمة الموجودة، بدلاً من أى مشكلات، والقوات المسلحة المصرية تمتلك أخطر سلاح فى العالم وهو الجندى المصرى الذى هو خير أجناد الأرض، وأنا لمست ذلك بنفسى أثناء مشاركتى فى حرب أكتوبر، كما أن التصنيع المحلى موجود أيضاً كأحد روافد تسليح قواتنا، والتعاون مع روسيا مستمر فى مجال التسليح والتدريب والعلم ونقل التكنولوجيا.
■ فى ختام حوارنا.. ما الرسالة التى تود إرسالها إلى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع؟
- يشرفنى وقوات الدفاع الجوى أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجددين العهد له أننا نظل دوماً جنوداً أوفياء.. حافظين العهد.. مضحين بكل نفيس وغالٍ.. نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها.. لتظل مصر درعاً لأمتنا العربية.
وفى هذه الذكرى الخالدة نؤكد للفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن رجال قوات الدفاع الجوى ماضون على الطريق، ومحافظون على المسيرة حتى تظل قوات الدفاع الجوى قادرة على مجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، ولن يتحقق ذلك إلا بعطاء أبنائها، وتحملهم أمانة المسئولية بكل صدق وإخلاص.