«القاسمى»: عمليات «سيناء» يديرها ضابط عراقى سابق من قيادات «داعش»
قال الدكتور صبرة القاسمى، منسق الجبهة الوسطية، والخبير فى الحركات الإسلامية والجهادية، إن العمليات الإرهابية، فى سيناء جاءت استجابة لكلمة «أبومحمد العدنانى»، المتحدث باسم تنظيم داعش، التى طالب فيها بغزوات رمضانية لجنوده، لافتاً إلى أن من يتولى التخطيط للعمليات الإرهابية فى سيناء، هو قيادى داعشى من العراق، له خبرة عسكرية سابقة، وكان يعمل ضمن الجيش العراقى قبل الغزو الأمريكى لها، وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى العمليات الإرهابية الأخيرة لتنظيم بيت المقدس فى سيناء؟
- عمليات بيت المقدس، التى استهدفت بعض كمائن الجيش، جاءت استجابة لكلمة «أبومحمد العدنانى»، المتحدث باسم ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية أو «داعش»، بعنوان: «يا قومنا أجيبوا داعى الله»، التى طالب فيه أنصار الدولة بتكثيف ما سماه الغزوات الرمضانية فى كل مكان، وكنا نتوقع استجابة أنصار بيت المقدس لتلك الكلمة، وهو ما تمثل فى الهجوم الإرهابى المفاجئ، ونتوقع عمليات أخرى قبل أن ينتهى رمضان.[FirstQuote]
■ هل هناك تطور فى عمليات أنصار بيت المقدس الإرهابية فى سيناء؟
- هناك تطور عسكرى ومادى كبير، وتطور بشرى وتدريبى فى أداء «بيت المقدس»، ما يؤكد وجود زيادة فى أعداد المشاركين فى صفوف التنظيم الإرهابى، ودعمهم بالمدد البشرى، والأسلحة والصواريخ المتطورة، وآخرها صواريخ «كورينت» الروسية الموجهة بالليزر، وهناك تغير نوعى وعسكرى فى التخطيط للعمليات الإرهابية.
■ وكيف حصل التنظيم على الإمداد البشرى والعسكرى الذى ذكرته؟
- قوات الأمن تمكنت بجدارة من السيطرة على الشريط الحدودى لسيناء، وعلى مداخل شبه الجزيرة ومخارجها على قناة السويس، إلا أن امتداد سواحل شبه الجزيرة على خليج السويس، وقربها من الصحراء الشرقية، وصعوبة التحكم فى تلك السواحل التى تمتد لنحو مائتى كيلومتر، جعل من الصعب السيطرة عليها، وهى منفذ لدخول المعدات العسكرية والبشرية.
■ أشرت إلى وجود تغير نوعى فى التخطيط للعمليات الإرهابية، كيف ذلك؟
- من المعلوم أن تنظيم أنصار بيت المقدس، هو الوحيد الذى اشترط عليه أبوبكر البغدادى، زعيم «داعش»، لقبول مبايعته، وجود قائد من العراق على رأسه، عكس سياسته مع باقى التنظيمات الجهادية التى تبايعه، لخشيته من وجود سلفية جهادية مرتبطة بدحلان ومخترقة من غزة، ويوجد قيادى كبير من «داعش» ينتمى للقيادة المركزية فى العراق، فى سيناء، له خلفية عسكرية كبيرة، وهو ضابط سابق فى الجيش العراقى، يخطط لتلك العمليات الإرهابية التى تُنفذ بدقة من حيث استهداف أكثر من كمين فى وقت واحد إضافة إلى التدريب النوعى الذى حصل عليه المنتمون لأنصار بيت المقدس، ولا يخفى على أحد أن «البغدادى» لديه 22 مستشاراً عسكرياً من ضباط جيش صدام.
■ ما الهدف من تلك العمليات الإرهابية فى الوقت الراهن؟
- الاستراتيجية التى يتبعها أنصار بيت المقدس فى سيناء، هى استراتيجية الكر والفر، وليست الاستراتيجية التى يتبعها فى العراق وسوريا من حيث احتلال الأماكن والسيطرة عليها وحكمها، فالأمر فى سيناء مختلف عن العراق وسوريا، ما يفعلونه مهما كبر، عمليات كفر وفر، تهدف لإضعاف الجيش وإخلاء سيناء من مؤسسات الدولة، لينتقلوا إلى مرحلة إعلان السيطرة والاستيطان والحكم كما يحدث فى العراق وسوريا.
■ هل سينجح «بيت المقدس» فى الانتقال للمرحلة الثانية من استراتيجيته العسكرية فى سيناء؟
- الوضع مختلف فى سيناء عن العراق وسوريا، ونقطة قوة بيت المقدس، أنه يمارس حرب العصابات ضد قوات الأمن فى سيناء، وهى حرب ناجحة نوعاً ما ضد القوات النظامية، لأنها مدربة فى الأساس على قتال قوات نظامية مثلها، إلا أن تلك العصابات لو تمكنت من السيطرة على أماكن واحتلالها وتشكيل قوات عسكرية واضحة، مثلما يحدث فى سوريا والعراق، فإنها تفقد ميزتها الوحيدة، وهى التخفى والضرب والفرار، وبالتالى سيكون الجيش قادراً على إنهائه سريعاً.
■ كيف ترى أداء قوات الأمن فى سيناء؟
- لا شك أن أداء قوات الأمن فى سيناء جيد، لو قارنا الأمر بما يحدث فى العراق، من فرار للجيش أمام «داعش» وفرار قوات الجيش السورى كذلك، خصوصاً أن «داعش» يسيطر على مساحات واسعة تزيد على 350 ألف كيلومتر فى سوريا والعراق، وهو ما يسعى بيت المقدس، لتنفيذه فى سيناء، إلا أن مخطط التنظيم حتى هذه اللحظة فشل فى سيناء، نتيجة للعمليات العسكرية التى تمارسها قوات الأمن هناك، ولا شك أن «بيت المقدس» بارع فى حرب العصابات، لذلك علينا تكثيف الوجود النوعى للجنود المدربين.
تفاصيل يوم الهجوم الدامي على اكمنة الشيخ زويد
كيف نفذ الإرهابيون الهجوم