"الوطن" ترصد وسائل تهريب السلاح وتمويل الإرهاب
رصدت «الوطن» وسائل تهريب الأسلحة إلى تنظيم بيت المقدس الإرهابى فى سيناء، لاستخدامها فى هجماته التى تستهدف قوات الجيش والشرطة هناك، والتى يتم تهريب أغلبها من ليبيا عبر الصحراء الغربية مروراً بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد ثم إلى سيناء، فضلاً عن مصادر التمويل التى يستغلها التنظيم لتوفير المال اللازم لعملياته الإرهابية، والتى تتنوع بين تمويل مباشر من داعش العراق والجمعيات الإسلامية بالدول الغربية، بالإضافة إلى تبرعات أنصاره بالعالم.
وكشفت مصادر جهادية قريبة من «الوطن»، أن أكثر من 65% من عمليات تهريب السلاح تتم عن طريق ليبيا، وذلك بالاستعانة بعناصر داعش الموجودة داخل الأراضى الليبية، والتى تسيطر على مناطق عديدة داخلها، وتمتلك ترسانة من الأسلحة استولت عليها من قوات الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، أو تلك التى حصلت عليها نتيجة الاشتباكات مع قوات الفريق خليفة حفتر، قائد القوات المسلحة الليبية، فضلاً عن الأسلحة المهربة من مناطق داعش فى العراق وسوريا.
وأوضحت المصادر، أن وسائل تهريب السلاح من الحدود الليبية إلى سيناء، تتم أغلبها عن طريق الصحراء الغربية، ومنها إلى مدن القناة الثلاث، حيث يتم تخزينها بالمناطق الجبلية فى هذه المناطق، لضمان حمايتها وتأمينها تمهيداً لنقلها فيما بعد، إلى داخل سيناء.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعات الجهادية تخصص مجموعات رصد، لمراقبة النقاط الأمنية الواصلة بين السويس وبورسعيد والإسماعيلية وسيناء، لتحديد الثغرات الأمنية والمناطق الخالية من أى وجود أمنى، خصوصاً تلك التى لها ظهير صحراوى، ليتم نقلها بعد ذلك باستخدام سيارات الدفع الرباعى إلى سيناء. ونوهت المصادر، أن نحو 10% من باقى الأسلحة يتم تهريبها عن طريق السودان، والباقى يتم توفيره عن طريق الجماعات الإسلامية الموجودة بالصعيد والتى تستغل المناطق الجبلية هناك والظهير الصحراوى.
ولفتت المصادر إلى أن النقلة النوعية للأسلحة الحديثة التى استخدمها التنظيم فى هجماته الإرهابية الأخيرة فى سيناء، تعتبر بمثابة مؤشر على توسعه فى عمليات التمويل والحصول على السلاح، والتى كان من أبرزها صاروخ مضاد للدروع من نوع «كورنيت» والذى تحتكر توزيعه دول حلف الأطلسى، ويعتمد «كورنيت» على نظام توجيه يعمل بأشعة الليزر، للتصويب وإصابة الهدف، كما زعم التنظيم استخدام مضادات دفاع جوى لاستهداف طائرات الجيش فى سيناء، وهى ليست المرة الأولى التى يحاول فيها التنظيم استهداف الطائرات بمضادات أرضية متطورة، وصواريخ موجهة، والأخيرة تستخدمها عناصره بشكل دائم بعد تحديد إحداثيات المواقع العسكرية، وتوجد أنواع متعددة منها يستخدمها التنظيم.
وفيما يخص وسائل تمويل العمليات الإرهابية والحصول على الأسلحة، على حسب ما رصدته «الوطن» على المواقع الجهادية، فتتنوع إلى عدة مصادر، أهمها الحصول على تمويل مباشر من الجماعة الأم، فقديماً كان يوفر تنظيم القاعدة الإرهابى، التمويل اللازم لعناصر بيت المقدس وذلك قبل أن يبايع الأخير الدولة الإسلامية، أما الآن فيتولى تنظيم داعش تلك المهمة، بتخصيص جزء من ميزانيته لتمويل أفرعه بدول العالم ومن بينها مصر، ويتم نقل الأموال بنفس الطريقة التى تنقل بها الأسلحة.