ما بعد استفتاء اليونان.. تلاشي مظاهر الابتهاج والعودة للواقع الصعب
بعد أجواء البهجة والاحتفال التي أعقبت التصويت بـ"لا" في استفتاء الأحد، عاد اليونانيون الاثنين، إلى مواجهة الواقع الصعب، والاصطفاف مجددًا في طوابير طويلةً أمام أجهزة الصرف الآلي، مع ورود خبر استقالة وزير المالية الذي قاد المعسكر المناهض للتقشف.
تلاشت مشاهد البهجة، التي سادت أمام البرلمان ليل الأحد، وغابت وسط المخاوف من نفاد الأموال من بنوك البلاد خلال ساعات أو أيام ما سيؤدي بأعداد كبيرة من الشركات إلى الإفلاس.
وشعر الكثيرون صباح اليوم، بالقلق من أن التوصل إلى اتفاق مع الجهات الدولية الدائنة قد لا يتم في الوقت المناسب لمنع نفاد الأموال من البنوك اليونانية أو ربما تفشل تلك المحادثات تمامًا.
وقال الصيدلي لامبروس فريتيوس، بشأن النظام المصرفي "أنا خائف جدًا من نفاد الأموال من البنوك في الأيام المقبلة.. عليهم أن يصلحوا الأمر بنهاية هذا الأسبوع على الأكثر، وإلا فأن الوضع سينهار".
والأسبوع الماضي فرضت الحكومة قيودًا مالية بحيث لا يستطيع اليونانيون سوى سحب مبلغ 60 يورو يوميًا، ولكن تلك القيود التي تهدف إلى منع حدوث كارثة مالية، لم تفلح في وقف سحب مبالغ كبيرة من الأموال من البنوك.
وقال فريتيوس، إنه توجه إلى العديد من أجهزة الصرف الآلي إلا أنه وجدها خالية، وأضاف "هذا الأمر محبط فعلا".
وتردد أن البنوك اليونانية، أصبحت شبه خالية من النقد بعد أن تدفق العملاء الخائفون إلى البنوك لسحب المال قبل الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس للتصويت على مقترحات الجهات الدائنة.
وذكر اتحاد البنوك اليونانية، الأسبوع الماضي، أن البنوك الأعضاء لديها ما يكفي من السيولة حتى يوم الثلاثاء فقط. وقد وعدت الحكومة بإعادة فتح البنوك في ذلك اليوم.
إلا أن وزير الاقتصاد اليوناني جورجيوس ستاثاكيس، صرح لهيئة البي بي سي، أن الضوابط المالية يمكن أن تبقى مفروضة حتى الجمعة.
وقال إن البنوك اليونانية على شفا الانهيار وأن بقاء البلاد في منطقة اليورو سيتحدد خلال الساعات الـ48 المقبلة.
وانقسم اليونانيون، حول ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيضخ أموالًا طارئة في البنوك اليونانية أم أن ألمانيا التي يعتبرها اليونانيون عدوتهم في الأزمة، ستتركهم يعانون.
وقال "نيكوس" 47 عامًا، الذي يعمل في متجر للساعات الفاخرة، إن الوضع مربك للغاية.. لا أعرف ما الذي سيحدث"، وسط مخاوف من أن تسيء أوروبا فهم نتيجة الاستفتاء على أنه تصويت على الخروج من منطقة اليورو.
وأضاف "لا اعتقد أن البنوك ستفتح أبوابها غدا، نحن مدينون بالكثير للمصدرين ولا نستطيع أن ندفع لهم. طالما لدينا مخزون نستطيع أن نبيع، ولكن لا نستطيع دفع الرواتب".
ورحب بعض اليونانيين بالإطاحة بوزير المالية يانيس فاروفاكيس؛ لإرضاء الدائنين الدوليين، وقالوا إن أسلوبه المباشر وغير التقليدي لم يساعد في المفاوضات.
وقالت إيرين روكا "فاروفاكيس شخص ثوري وديناميكي جدًا ولديه خلفية أكاديمية مهمة. ولكنه ليس سياسيًا. ولا يعرف كيف يتفاوض. لديه أفكار جيدة، ولكنه لم يكن دبلوماسيًا جدًا في المفاوضات".