نجوم المسلسلات يستغيثون: «مقص الرقيب» بماسبيرو لم يرحم حتى «التترات»
حذف، تقطيع مشاهد، ومؤثرات تفسد الإطار العام للدراما، جميعها عناصر خلقت حالة من الاستياء، سيطرت على عدد من صناع الدراما الرمضانية المعروضة على قنوات التليفزيون المصرى، وشبكة قنوات النيل، فلم تقتصر رقابة التليفزيون على حذف «التترات»، أو إلغائها فى بعض الأعمال، بل قامت بتقطيع عدد من المشاهد المؤثرة فى السياق الدرامى، من مسلسلى «بين السرايات»، و«ظرف أسود»، بالإضافة إلى حذف أغنية تجمع محمد رمضان، ودنيا سمير غانم، فى مسلسل «لهفة»، دون تبرير واضح من جانب القائمين على الرقابة فى التليفزيون المصرى، ووصل الأمر إلى استخدام مؤثر بصرى يخفى نصف الشاشة، لإخفاء ميكروفون يظهر عليه «لوجو» تابع لإحدى القنوات الفضائية، أثناء أحداث الحلقة الـ17 من مسلسل «لهفة»، فى الوقت الذى تفتقر فيه الرقابة إلى الجودة فى التنفيذ، وهو ما تكرر أيضاً مع مسلسل «الصعلوك»، للفنان خالد الصاوى، بعد حذف بعض العبارات والجمل الحوارية.
ففى الوقت الذى طالب فيه سامح عبدالعزيز، مخرج مسلسل «بين السرايات»، المشاهدين بالتوقف عن متابعة أحداث المسلسل، المعروضة على التليفزيون المصرى، انضم أحمد مدحت، مخرج مسلسل «ظرف أسود»، إلى قائمة المطالبين بوقف متابعة قناة «النيل» للدراما قائلاً: «لو كانت القناة ترى أن العمل غير مناسب، كان يجب ألا تشتريه منذ البداية، فما يحدث من جانب رقابة التليفزيون هو تعدٍ واضح على حقوق صناع العمل، ولذلك يجب وضع توصيات معينة تنظم عملية الرقابة، التى تعد مرفوضة كلياً من جانب المبدعين، فالرقابة لا سلطة لها على الرؤية الإخراجية والنهائية للعمل».
وتابع «مدحت»: «رقابة التليفزيون المصرى تكيل بمكيالين، ففى الوقت الذى تحذف فيه بعض المشاهد، مما يؤدى إلى تشوه العمل الفنى والتشويش على المتفرجين، تقوم أيضاً بعرض مشاهد وألفاظ خارجة فى بعض الأعمال الأخرى».
وحظى مسلسل «تحت السيطرة» بنصيب الأسد فى قائمة الحذف التى قام بها التليفزيون المصرى، فلم يقتصر الأمر على تقطيع مجموعة من الجمل الحوارية فقط، بل وصل إلى حذف مشاهد كاملة، باعتبارها غير مناسبة للعرض على التليفزيون الرسمى للدولة، وقال الممثل محمد فراج لـ«الوطن»: «المتضرر الوحيد من حذف المشاهد هو المتلقى، الذى يجد نفسه ضائعاً بين أحداث المسلسل، فكل دقيقة لها هدف درامى واضح ومحدد، وتمثل جزءاً كبيراً من مجهود الممثل والمخرج وفريق العمل بالكامل، فمشهد تعاطى المخدرات موظف بشكل ما ليصور أقصى مراحل تدمير النفس، ويوصل أبعاد المشكلة، وهو ليس تشجيعاً على الإدمان بصورة أو بأخرى، وعلى الجانب الآخر يعرض التليفزيون المصرى مشاهد الرقص والعنف الجسدى فى عدد من الأعمال الأخرى، وهو دليل على أن من يقوم بالحذف ليس على دراية كاملة، كما أن العمل يعرض على مجموعة من القنوات الفضائية بشكل كامل دون حذف، فالمشاهد واعٍ كلياً ولا يحتاج للوصاية من أحد».
ويرى الناقد رامى عبدالرازق أن التليفزيون المصرى، ما زال يعتقد أنه يملك الشاشات الوحيدة، فيتابع الاستغراق فى سياسة السلطة الأبوية، التى تفرض الوصاية على المتفرج، بطريقة منفرة وغير واقعية.
وأضاف «رامى»: «يجب على القائمين على التليفزيون، الاعتماد على التصنيف العمرى للأعمال الفنية، أو لا يعرضها على الشاشات من الأساس، لأن حماية المشاهد تكون بزيادة الوعى وليس بالحذف».
وفيما يتعلق بتصريح رقابة التليفزيون بأن المشاهد المحذوفة لا تؤثر على السياق الدرامى، وصفه «رامى» بأنه «عذر أقبح من ذنب»، قائلاً: «كل مشهد فى العمل الدرامى مهم جداً، وموظف بشكل معين لخدمة الأحداث، وهو ما يحتاج من القائمين على الأعمال مقاضاة المتسببين فى حذف المشاهد، وهو ما يؤدى إلى نفور المشاهد وهروبه إلى القنوات الفضائية الخاصة، بعد أن تفسد العمل على المتلقى».
وعلى الجانب الآخر قال المخرج مجدى لاشين، رئيس التليفزيون المصرى، لـ«الوطن» إن المشاهد أو الجمل التى تعترض عليها الرقابة، يتم حذفها بشكل لا يؤثر على السير الدرامى للأحداث.
وأضاف «لاشين»: «عملية المونتاج لا تتم بعشوائية كما يحاول أن يدعى البعض، بل تتم من خلال مخرجين وفنيين على أعلى مستوى فى قطاع الإنتاج بماسبيرو، ولهم باع طويل فى الدراما التليفزيونية، ويقدرون قيمة أى عمل فنى».
وتابع: «أقدر الاعتراضات من جانب مخرجى بعض الأعمال، التى تعرضت لمقص الرقيب بماسبيرو، لأن هذا عملهم وأى مخرج يرفض المساس بعمله، ولكننا أيضاً داخل التليفزيون المصرى نعمل وفق ضوابط تحكم الشاشة، ولا نستطيع المساس بها، لأنه التليفزيون الرسمى للدولة، ومن المستحيل أن نسمح بعرض أى ألفاظ أو مشاهد أو إيحاءات غير لائقة على شاشاته».