أهالي "النزلة" بالفيوم يشيعون جثمان "شهيد القنصلية الإيطالية"
شيع أهالي قرية النزلة بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، جثمان البائع المتجول "ربيع شعبان عبدالعال"، ضحية الحادث الإرهابي، الذي استهدف القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء، بالقاهرة، إلى مقابر العائلة في مدخل القرية.
واتشحت القرية بالسواد حزنا على فراق الشهيد، وصرحت النيابة العامة، لأسرة ضحية الحادث الإرهابي، بدفن الجثمان، بعد أن تم نقله إلى مشرحة زينهم، لتشريحها والتعرف على أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وكان ضحية الإرهاب، يعمل بائعا متجولا، لبيع النظارات في منطقة شارع الجلاء وميدان رمسيس ووسط القاهرة، حيث غادر منزل عائلته بقرية النزلة بالفيوم، قبل ثلاثة أيام من الواقعة، أملا في الحصول على لقمة العيش، وجمع الأموال التي تعينه على تحمل أعباء عائلته، المكونة من 10 أفراد، حيث أن والده "شعبان عبدالعال-65 عاما"، ويعمل "فران" باليومية، وحالته الصحية وزوجته "أم أشرف"، كما ينادونها، لا تعينهما على تحمل أعباء الأسرة، فكان الشهيد، هو العائل الأساسي للعائلة.
وقال أشرف شعبان، شقيق الشهيد، "آخر مرة تقابلا فيها، يوم الأربعاء الماضي، حيث تناول الشهيد الإفطار مع العائلة في منزلهم، وأدى صلاة المغرب، ثم سافر إلى القاهرة، وليلة الحادث، مساء الجمعة الماضية، اتصل بنا جميعا وظل يتحدث معنا في الهاتف، بهدف الاطمئنان على والدتنا المريضة، وعلينا جميعا، ولم يكن يريد إنهاء المكالمة، وكأنه يشعر بأنها المكالمة الأخيرة بيننا، ثم توجه لأداء صلاة الفجر، وتناول طعام السحور مع شقيقته وزوجها اللذان يعيشان في القاهرة، وغادر منزلهما في السادسة صباح السبت، يوم الواقعة".
ويضيف أشرف، اتصل عليه صديقه "ثابت"، وهو بائع متجول أيضا، حيث يفترشان الرصيف سويا بحثا عن لقمة العيش، عند محطة الإسعاف بوسط القاهرة، كما هو معتاد، وأكد له أنه في انتظاره كما هو معتاد لبدء عملهما مبكرا، فأخبره شقيقي الشهيد أنه سيحضر "التابلوه" الخاص بعرض النظارات التي يبيعها من مكانها، ويلحق به.
وتابع: حمل شقيقي "التابلوه" وحدث الانفجار، واتصل عليه صديقه "ثابت" عدة مرات على هاتفه، فلم يرد، فهرول إلى مكان الانفجار ليجد "ربيع" غارقا في دمائه، واتصل علينا وأبلغنا.
وأكد أشرف، الشقيق الأكبر للشهيد، وهو عامل يومية، أن حديث شقيقه معهم، كان عن نيته أن يخطب أو يتزوج بعد عيد الفطر.
وقال: "كان دائما يقول أنا نفسي أخطب أو أتجوز بعد العيد، وبدل ما يلبس بدلة الفرح ..لبس بدلة الموت"، مشيرا إلى أنه كان قد وعد شقيقه الأصغر "محمود"، بأن يشتري له ملابس العيد، ولكنه لم يسعفه القدر أن ينفذ وعده.
ويبكي أشرف، وهو يتحدث عن شقيقه الشهيد، قائلا: "كان يعول الأسرة معي لأن والدنا ووالدتنا مريضان، وحالتهما الصحية لا تساعدهما على إعاشة الأسرة، وأنا أعمل "أرزقي" باليومية، ولا يكفي دخلي لمساعدة أشقائي، حيث أننا 10 أشقاء بيننا شقيقتان متزوجتان.
وتابع: "منهم لله اللي عملوا كده..ربنا ينتقم منهم.. نفسي أشوفهم بيتعدموا في ميدان عام"، وأضاف أن الشهيد كان ينفق أيضا على اثنين من أشقائه مجندين بالقوات المسلحة، وبعد استشهاده، لا نعرف ماذا نفعل.
وطالب شقيق الشهيد، بأن يتم تطبيق العدالة على الجناة الإرهابيين، وقال: لو عدالة الأرض لم ترد له حقه ..فإن عدالة السماء ستكون رادعة".
وطالب علاء عباس، صديق وقريب الشهيد، وزير الدفاع، أن يعفي أحد أشقاء الشهيد الاثنين، المجندين بالقوات المسلحة، من الخدمة العسكرية، وأن يتم تعيينه، وأن يتولى المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، تعيين الشقيق الأكبر للشهيد ويدعى "أشرف"، حتى يكون هناك مصدر دخل للعائلة التي لا تجد قوت يومها، بعد أن رحل "ربيع" في الحادث الإرهابي، كما طالب الحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة رعاية العائلة، بسبب ظروفها المالية الصعبة.
وأكد أفراد العائلة، ثقتهم في أن الحكومة المصرية، ووزارة الداخلية، ستلقي القبض على الجناة، وإنزال القصاص العادل بهم، انتقاما لروح الشهيد والمصابين في الحادث.