«الأوقاف» تحرر محضراً ضد «جبريل» بسبب وصفه الإعلاميين بـ«سحرة فرعون»
حررت مديرية أوقاف القاهرة أمس الأول محضراً ضد القارئ الشيخ محمد جبريل، تحت رقم 4776 إدارى مصر القديمة، لمخالفته تعليمات الوزارة الدعوية وتوظيفه «دعاء القنوت» توظيفاً سياسياً يدعم الفكر المتطرف، خلال إمامته المصلين فى صلاة التراويح فى ليلة ٢٧ رمضان بمسجد عمرو بن العاص، بعد سماح الوزارة له استثناءً بإمامة المصلين فى صلاة التراويح فى هذه الليلة كالعادة، حيث دعا «جبريل» على «شيوخ السلطان» وعلى الإعلاميين الذين وصفهم بـ«الفاسدين» و«سحرة فرعون»، وتعوّذ مما وصفه بـ«جهل الحكام».
وكان من ضمن الأدعية التى دعا بها «جبريل»: «اللهم عليك بمن سفك دماءنا، ويتّم أطفالنا، اللهم عليك بالإعلاميين الفاسدين، سحرة فرعون، اللهم عليك بالسياسيين الفاسدين، اللهم عليك بمن ظلمنا، اللهم عليك بمن اعتدى على حرمات البيوت، اللهم عليك بمن طغى وتجبّر، اللهم عليك بشيوخ السلطان، ونعوذ بك من جهل الحكام والأمراء».
وطالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعدم إذاعة أى أعمال لـ«جبريل»، مشيراً إلى أنه «خرج على تعليمات الوزارة فى دعاء القنوت بمسجد عمرو بن العاص وحاول توظيفه سياسياً بشكل لا علاقة له بالدين، إنما هو متاجرة بعواطف الناس على أحسن تقدير».
وأوضح «جمعة» فى بيان أمس أنه «منع جبريل من إمامة المصلين فى اليوم الثانى على التوالى بمسجد عمرو وأعاده إلى بيته»، وأن «الوزارة عمّمت إشارة إلى كل مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية بمنع جبريل من أى عمل دعوى بجميع مساجد الجمهورية، سواء أكان إمامة أم إلقاء دروس».
وشدد وزير الأوقاف على «اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أى شخص يُمكّنه من المسجد، خصوصاً أن أى صاحب دين حقيقى لا يمكن أن يستغل دور العبادة لتحقيق أمجاد شخصية أو مكاسب مادية أو سياسية على حساب دين الله، ومن يفهمون دين الله فهماً صحيحاً لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا الابتداع فى بيوته أو الخروج بدور العبادة عن مقاصدها الشرعية».
من جانبه، قال الشيخ محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، إن «الوزارة منعت من قبل الدكتور أحمد عيسى المعصراوى، شيخ عموم المقارئ المصرية سابقاً، والشيخ أحمد عامر -وتم إضافة «جبريل» إليهما- من القيام بأى عمل دعوى داخل المساجد، سواء كان إمامة أم إلقاء دروس من أى نوع بها بسبب تجاوزاتهم وانحيازهم الأعمى إلى الجماعة الإرهابية»، لافتاً إلى «محاسبة أى شخص يمكنهم من المسجد، حيث إن الوزارة لم تصرح لأى منهم بالعمل بالمساجد، مع تعميم ذلك على جميع مديريات وإدارات الأوقاف». وأضاف «عبدالرازق» لـ«الوطن» أن «الوزارة حررت محضراً ضد (جبريل) بسبب تجاوزه فى دعاء القنوت بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لمفتشى الأوقاف، وتمت إعادة (جبريل) إلى بيته ومنعه من إمامة المصلين، ليكون عبرة لمن يتلاعبون بشرع الله».
ولفت «عبدالرازق» إلى أنه «تقرر أيضاً منع الدكتور محمد بهاء النور، مدرس الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، من الخطابة، لحين انتهاء جامعة الأزهر من التحقيق معه فيما نسب إليه من إساءة إلى بعض رموز الدولة وتبنى أفكار بعض الجماعات المتشددة، فى إطار وحدة الهدف ومراعاة المصلحة الوطنية فى كل من الوزارة والجامعة».
من جهته، قال مصدر بالأوقاف لـ«الوطن» إن «جبريل» أمّ المصلين بإذن من الوزارة، موضحاً أن أحد قيادات الوزارة أبلغ الوزير أن دعاء القنوت للشيخ لم يكن ضد الدولة ونظامها كما روّجت صفحات الإخوان.
وأشار المصدر إلى أن هناك من تواصل مع «جبريل» للاستفسار منه عن هذا الدعاء، وجاء رده بأنه «لم يكن يدعو على الدولة ونظامها كما روج البعض، وحينما دعا على الإعلام الفاسد كان يقصد الإعلام الخارجى، كما أنه دعا على ممارسات الجماعات الإرهابية وأعوانها أيضاً»، لكن الوزير «جمعة» طلب «السى دى» الخاص بالدعاء، وبعد فحصه تبين أنه «مسيس» و«لا يتماشى مع نهج الوزارة».