مريم نعوم.. نصيرة المرأة وصاحبة "ذات" و"سجن النساء" و"تحت السيطرة"
واحدة من أهم كتاب السيناريو في السنوات القليلة الماضية، استطاعت في فترة وجيزة أن تحفر لنفسها مكانًا بين أهم كتاب السيناريو في مصر، بل وتفوقت على كثير ممن سبقوها في هذا المجال، وبخطى واثقة وثابتة تصدرت أعمال المؤلفة والسيناريست الشابة "مريم نعوم" موسم الدراما الرمضانية وحققت أعلى نسب مشاهدة، واختارها عدد كبير من الفنانين والنقاد كأفضل كاتبة سيناريو في رمضان 2013 عن مسلسليها "بنت اسمها ذات" و"موجة حارة".
وجمعت دراما مريم نعوم المشاهدين حول الشاشة الصغيرة في رمضان، فمنذ أول أعمالها وقعت عقدًا مع المشاهد كانت الثقة والاحترام أهم بنوده، فبات اسمها ختمًا لضمان جودة العمل الدرامي، وأصبح المشاهد ينتظر ماستقدمه "نعوم" في موسم السباق الرمضاني، بعد أن تنبأ أول أعمالها فيلم "واحد صفر" بمولد سيناريست شديدة الموهبة وقادرة على صناعة أفلام تضيف لذاكرة السينما المصرية.
واحتوت أعمالها على "توليفة" وخلطة سحرية، جعلتها تنال استحسان المشاهد، وحدها من تملك سر هذه الخلطة، وتصدرت أعمالها السباق الرمضاني من خلال سيناريو متماسك مكتوب بحرفية عالية، حيث ترى نعوم، أن السيناريو هو اللبنة الأولى في هيكل العمل الفني وتبذل الكثير من الجهد والصبر لتختار حكايات شخصياتها الدرامية.
واهتمت دراما مريم نعوم بقضايا المرأة في معظم أعمالها الفنية، وإن كان ذلك جاء مصادفة كما تقول السيناريست الشابة، لكنها تبرر ذلك بأنها تدرك الضغوط الممارسة على المرأة المصرية طوال حياتها بداية من الختان ومرورًا بتزويجها وهي قاصر نهاية بسلطوية الأب والأخ والزوج، فقدمت في مسلسلها "بنت اسمها ذات" قصة لفتاة تدعى "ذات" وهي بنت مدللة في منزل أبيها وتبدأ بتحمل الضغوط والمسؤوليات بعد زواجها من "عبدالمجيد" زوجها الموظف المتكاسل، الذي دائمًا ما يلقي عليها معظم المسؤوليات وأظهرت في المسلسل أن المرأة المصرية هي "حمالة أسية" فرأت كل أم مصرية نفسها في قصة "ذات"، وفي مسلسلها " سجن النسا" الذي حصل على المركز الأول بين دراما رمضان في مصر في موسم رمضان 2014 قدمت نماذج لثلاث نساء هن "غالية، دلال، رضا"، اللاتي تعرضن للعديد من المصاعب في حياتهن وعانين الظلم البين مما أدى بهن إلى ارتكاب جرائم متفرقة وانتهى بهن الأمر إلى السجن.
وتميزت أعمالها بالواقعية الشديدة، فتقول السيناريست الشابة، في حوار لها مع إحدى الصحف "الكتابة هي مرآة للواقع والمواطن بحاجة لأن يرى نفسه كي يدرك أين يقف ومما يعاني، في ظل الحياة التي سلبتا بمشاغلها درجة أّننا بتنا لا ندرك أين نحن"، واهتمت بأدق التفاصيل في أعمالها لدرجة أنها قامت بزيارة سجن القناطر الخيرية للنساء أكثر من مرة قبل كتابة مسلسلها "سجن النساء"، موضحة أن ذلك كان لفهم تفاصيل حياتهن وتصرفاتهن وشكل عقابهن وزيارتهن، واستبدلت حكايات المعتقلات سياسيًا في قصة الكاتبة "فتحية العسال" المأخوذ عنها المسلسل بحكايات معاصرة لسجينات مصريات.
وشكلت نعوم ثنائيًا ناجحًا مع المخرجة كاملة أبو ذكري، التي قدمت معها أولى أعمالها وتجربتها السينمائية الوحيدة "واحد صفر" الذي صنف ضمن أهم أفلام السينما المصرية المعاصرة خلال العشر سنوات الماضية والذي حصد أكثر من 50 جائزة، كما قدمت معها مسلسل "سجن النساء" الذي عرض في رمضان 2014، و"بنت اسمها ذات" عن رواية للأديب الكبير صنع الله إبراهيم وعرض في رمضان 2013.
وجسدت ثنائيًا لامعًا مع النجمة نيللي كريم، التي تعاونت معها في معظم أعمالها وكأن "نيللي" باتت بمثابة "تميمة حظ" لـ "مريم نعوم"، فقدما معًا فيلم "واحد صفر" ومسلسلات "بنت اسمها ذات" و "سجن النساء" وللعام الثالث على التوالي يقدما معًا في رمضان الحالي مسلسل "تحت السيطرة"، والتي تبتعد فيه نعوم قليلاً عن المثالية وتقدم فيه حياة مدمني المخدرات.
وكتبت السيناريست الشابة أعمال آخرى مثل مسلسل "موجة حارة" والذي عرض في رمضان 2013 وهو مأخوذ عن رواية "منخفض الهند الموسمي" للكاتب الراحل أسامه أنور عكاشة وبطولة إياد نصار ورانيا يوسف وإخراج محمد ياسين، ومسلسل "بالشمع الأحمر" في رمضان 2010 بطولة يسرا وإخراج سمير سيف. والجدير بالذكر أن السيناريست الشابة مريم ناعوم، هي ابنة الروائي نبيل نعوم الذي علمها الشغف بالكتابة.