دولة الكفر إذا هزمت جيشاً احتلت شعبه. ودولة الخلافة إذا هزمت جيشاً باعت شعبه. دولة الكفر تأمن فيها الرعية على الأموال والأنفس، وتسلم فيها العقيدة من الأذى، ويصلى كل الناس لرب الناس، ويلتزم فيها القوم بالعمل، ويتحلون بالأمانة والقيم، ويعامل فيها كل البشر كما الله شاء، صاحب أرض أو غريب أو عابر، كلهم سواء. دولة الإيمان تقتل فيها الأنفس بلا بينة، وتنتهك فيها عقيدة الآخر، وتباح فيها الأعراض لنكاح، وتباع فيه الأنفس التى كرمها الله، وتستباح حقوق الغير تحت دعاوى حق الله. هل رأيتم عاقلاً بكى يوماً على خلافتهم أو نادى بعودتهم، أو تباهى بفضائلهم وشيمهم وريادتهم وسمو أخلاقهم؟ لكنى رأيت الآلاف يبكون على الاحتلال سنين عدداً، ويستجيرون بهم خلاصاً من القتل والتخلف والفوضى. لو خيرتم شعباً بين حكم خلافتهم وبين احتلاله من الكفار، لدعا للكافرين بطول البقاء والصحة والعافية. أقولها ورزقى ورقبتى على الله. الخلافة عندهم قطع يد، وأيدٍ وأرجل من خلاف، ورجم زانية، وضرب بالنعال، وسبى نساء، وبيع غلمان، ومضاجعة ما طاب من الجوارى الحسان، وجزية بلا حق، وربح بلا عمل، وأكل بلا شبع، وحور بلا جنة، وحساب بلا عقاب، ونكاح بلا رضا، ومال منهوب قالوا عنه حلال. هل رأيتم فى خلافتهم غير هذا؟ هل تصدقوا بفضل زادهم على من لا زاد عنده؟ هل حافظوا على عهد الله، وأجاروا من استجار بهم، أو دخل بيوتهم فى عهد الله وأمانه، أم أضاعوا عهدهم وميثاقهم؟ هل خالقوا الناس بخلق حسن؟ هل صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟ هل كرموا بنى آدم كما كرمه ربه وفضله على خلق الله تفضيلاً، أم باعوه كالبهائم، واغتصبوه كالعبيد؟
يا أيها الجيش المصرى ورجاله، إن جاءكم فاسق بنبأ فاحذروه ولا تصدقوه، فهم الكذبة الفجرة، يتقولون على الله غير مقصده، ويتبعون من الأحاديث منكرها، ومن الفقهاء أجهلهم، ومن الخلفاء أغلظهم، ومن التراث ألعنه، ومن رواة الحديث الكذابين منهم والوضاعين. يبغونها فى نهاية المطاف عوجاً، ويأملون خرابها ودمارها ويقولون هذا ما أراد الله ورسوله.
يا جيشنا العظيم ستكون هدفهم المقبل. كسرك وإسقاطك أملهم الأخير. أحذركم أحاديث الإفك منهم، وعسلهم المسموم، ومالهم الحرام، وابتسامة الرضا المكذوبة، وملمس الأفعى الناعم، وأياديهم الممدودة بالخير المسموم.
لا تصدقوهم. إن حديث خير أجناد الأرض مرفوع وضعيف وموضوع وراويه مجهول العنوان، كل أحاديث القتل والذبح وأخذ حق الغير مكذوبة عن الرسول وراويها معلوم عنوانه فى مدينة الكذب والنفاق. لقد أفلسوا وبارت تجارتهم، فأنتم خير أجنادها. قولوا لهم إن جيشكم من أجدادكم الفراعنة حتى تاريخنا، خاض غمار تسعمائة وخمسين معركة حربية، هزم فى اثنتى عشرة معركة فقط وانتصر فى باقيها. قولوا لهم هل لديكم فى تاريخ البشرية جيش كجيش بلادى حارب كل هذه الحروب وانتصر كل هذه الانتصارات؟. افتحوا لهم صفحات التاريخ واقرأوا عليهم أن أجدادكم هزموا الهكسوس فى عهد أحمس الأول، وهزموا الحيثيين فى معركة قادش فى عهد رمسيس الثانى، ودحروا القادشيين فى معركة «مجدو» فى عهد تحتمس الثالث، وهزموا الصليبيين فى عهد صلاح الدين الأيوبى، وانتقموا من التتار وشردوهم فى معركة عين جالوت فى عهد سيف الدين قطز وثأروا لخراب بغداد ودمشق. حدثوهم عن جيشكم العظيم فى عهد محمد على الذى وصل إلى مشارف الأستانة، عاصمة الخلافة العثمانية وهزم الجيش العثمانى فى عقر داره فى معركة «قونية» وهزمهم فى زحفه إليهم فى عكا وحمص وسوريا وأعادهم إلى بلادهم، وأجهز عليهم فى معركته الفاصلة «نصيبين»، وأسر الآلاف من الباب العالى. اسألهم إن كان لديهم إجابة كيف وصل إبراهيم باشا بجنوده المصريين البسطاء من الفلاحين والعمال إلى وسط أفريقيا للسيطرة على منابع النيل. واسألهم لماذا لم تصل الفتوحات فى عهد الخلفاء إليها وتركتها فى ظلماتهم يعمهون؟ كيف وصل بجنوده إلى نجد والحجاز ومعاقل الوهابية وفرض سيطرته وسطوته على ثلث الكرة الأرضية أرض الخلافة العثمانية. لم يهزم جيش أجدادك لكن تكاتفت عليه دول أوروبا وروسيا وأعادوه إلى حدوده دون هزيمة خوفاً من سيطرته وسطوته وخطره على ملكهم. وآخر انتصاراته حرب أكتوبر التى أذهلت العالم. قولوا لهؤلاء الذين يشككون فى حديث خير أجناد الأرض منهم العوا وهويدى والحوينى إن لم يكن هذا الجندى خير أجناد الأرض من يكون؟ هل وصل الحقد على بلادكم أن تبخسوا رجاله وأبطاله حقهم؟ هم خير أجناد الأرض وخير أجناد الله حتى لو كان حديثاً مكذوباً، يا ليتهم ينكرون أحاديث مكذوبة عن الرسول تقتل وتسبى وتنحر وتسرق بلا حق!!. قولوا لهم إن معركتنا ضد الإرهاب هى أعظم الحروب وأكثرها تشريفاً وتعظيماً، نضيفها إلى سجلات أجدادنا شرفاً ورفعة وفخاراً.
هذا جيشكم العظيم فلا تسمعوا للمتشككين المأجورين. هذا الجيش عزنا ومجدنا وفخرنا. حافظوا عليه وادفعوا عنه كما يدفع عنكم. وإلا سيكون مصيرنا مصير دول هزم جيشها، فباع الخليفة نساءه. اللهم سلمهم لأولادهم ولبلادهم واكتب لهم العودة إلى أوطانهم واحفظ مصر من كل سوء. آمين.