عيد الفطر: صلاة.. وصراع.. وفرحة «غارمات»
شكلت مديريات الأوقاف فى عدة محافظات، أمس، لجاناً خاصة للرقابة على الخطباء والأئمة فى صلاة العيد، لرصد المخالفين للتعليمات وعقابهم، وشهدت أروقة المديريات فى بعض المناطق توتراً ملحوظاً بعد رفضها إقامة ساحات خاصة للدعوة السلفية، فيما شددت المديريات من تحذيراتها للأئمة بعدم التطرق إلى الحديث فى السياسة واقتصار وقت الخطبة على 20 دقيقة فقط.[FirstQuote]
ففى القليوبية، كلفت مديرية الأوقاف مفتشى ومديرى الدعوة، ممن يملكون حق الضبطية القضائية بالانتشار فى جميع ساحات صلاة العيد المحددة، وعددها 301 ساحة على مستوى المحافظة للرقابة على خطب العيد والجمعة لضمان عدم تطرق الخطباء إلى السياسة.
وقال صبرى دويدار، وكيل الوزارة، إنه أصدر تعليمات باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أى تجاوز فى ساحات العيد فى ضوء حظر استغلال تلك الساحات فى غير أغراضها، لافتاً إلى أنه تم إخطار الوزارة بعدد المساجد والساحات المخصصة لإقامة شعائر صلاة العيد التى تم تجهيزها بحيث يكون بكل مدينة ساحة رئيسية يحضر الصلاة فيها رئيس المدينة، ومدير إدارة الأوقاف، مع إخطار الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المصلين ومنع اعتلاء المنابر لغير الأزهريين على أن يقوم كل خطيب بإخطار المديرية بالمكان الذى سوف يعتلى منبره، كما تم تحديد أئمة وخطباء بعض المناطق التى ينتشر بها الإخوان والسلفيون على أن يعتلى المنبر فى ذلك اليوم أحد مديرى الأوقاف فى كل منطقة.
وفى الإسكندرية، خالفت الدعوة السلفية، كعادتها، قرارات المديرية، وافترشت ساحات غير رسمية لصلاة العيد، بينما سادت حالة من الترقب فى مديرية الأوقاف خوفاً من مخالفة ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، السلفى الوحيد الحاصل على تصريح بالخطابة فى المدينة، على خطى الشيخ الموقوف محمد جبريل، الذى اتخذت الوزارة قرارات ضده بعد مخالفته التعليمات.
إلى ذلك، عقدت قيادات مديرية الأوقاف، اجتماعات مغلقة بين القيادات بالمديرية لتحديد السماح له أو منعه خاصة أن صلاة العيد تعقبها خطبة الجمعة، وفى الوقت نفسه علقت الدعوة السلفية بالمحافظة لافتات فى عدد من الشوارع لدعوة المصلين لصلاة العيد معهم فى الساحات المخصصة لهم، منتهكة قرار الأوقاف الذى رفض إقامة ساحات مخصصة للسلفيين فى المدينة.
وقال مصدر مسئول لـ«الوطن»، إنه حتى الآن من المقرر أن يصلى الشيخ ياسر برهامى بمسجد الخلفاء الراشدين كما هو متفق عليه، مؤكداً أن الدعوة السلفية كل عام لا تهتم بقرار الأوقاف حول ساحات العيد، وأضاف أن السلفيين لا يستجيبون للتعليمات، ويستغلون أئمة الأوقاف الحاصلين على تصاريح خطابة وخريجى الأزهر وينتمون إليهم فى صعود المنابر بالساحات حتى لا يكونوا مخالفين لتصريح قانون الخطابة، مؤكداً أن المحاضر تحرر ضدهم ولكن لا يحدث بعدها أى موقف من الأوقاف.
وأشار إلى أن خمسة مفتشين يمتلكون حق الضبطية القضائية لم يستخدموها حتى الآن ولم يتم العمل بها، مؤكداً أن هناك تخوفاً داخل الوزارة من أول أيام العيد والذى يأتى فى يوم الجمعة ويعقب خطبة الجمعة وخروج الإخوان من المساجد، واستغلال العيد فى هذا الأمر.
ورفض الشيخ محمد لطفى، مدير عام الدعوة بالأوقاف، الإدلاء بأى تصريحات حول صلاة «برهامى» بمسجد الخلفاء الراشدين، والتزم الصمت حيال هذه المسألة، وفى المقابل قال الشيخ محمود عبدالحميد، رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، إن الدعوة لا تخالف القانون وإنها تحترم وزارة الأوقاف، مشيراً إلى أن المفاوضات مع المديرية مستمرة ومتواصلة.
وفى بنى سويف، قال الشيخ محمد محروس، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالمحافظة، إن السلفيين ملتزمون بالساحات المخصصة لصلاة العيد من قبل مديرية الأوقاف، وكذلك الأئمة والخطباء بكل المساجد والساحات وليس لديهم مشاكل فى ساحات الأوقاف، وأكد «محروس» على طلب الدعوة السلفية بتخصيص ساحة واحدة لهم بجوار مدرسة النقراشى بمدينة بنى سويف، ولم تتم الموافقة عليها حتى الآن أو البت فيها من قبل المديرية.