شيخ الجالية الفلسطينية:الأمن يبحث عنا داخل السيارات..وأشعر بـ"الحسرة"
داخل حديقة منزله بحى كرم أبونجيلة، يجلس كمال الخطيب، شيخ الجالية الفلسطينية بالعريش، بسمرة وجهه، والشيب الظاهر على شاربه الكث وما تبقى من شعر رأسه، وجلبابه الرمادى وعباءته المطرزة باللون الذهبى، يستقبل المتنازعين ليفصل بينهم وفق الأعراف القبيلة، فبجانب كونه شيخهم، فهو قاضيهم العرفى الذى يرعى مصالح أكثر من 35 ألف فلسطينى يعيشون فى العريش.
«الوطن» حاورت الشيخ «الخطيب»، لتتعرف منه على أوضاع الجالية الفلسطينية فى العريش، خصوصاً بعد كل حادث إرهابى.. وإلى نص الحوار:
■ كم عدد الفلسطينيين وعائلاتهم التى تسكن العريش؟
- 35 ألف فلسطينى يمثلون أكثر من 250 عائلة فلسطينية، جميعهم يستوطنون المدينة، ومنهم من جاء من قبل عام 1948، وشارك فى بناء البلد، حتى إنهم ينادوننا حين نسافر إلى فلسطين بـ«العرايشى»، فالعريش جزء منا ونحن جزء منها، وأقرب الأمثلة والدى، الذى جاء إلى هنا من قبل عام 1948، ونحن فى الأصل من يافا، ونعمل فى البناء والمعمار منذ أن كانت بيوت العريش تعد على أصابع اليد.
■ ما رأيك فى الاتهامات التى توجه إلى الفلسطينيين بعد كل عمل إرهابى؟
- لا أتمنى أن يكون أى أحد من الجالية الفلسطينية ضالعاً فى أى عمل إرهابى يستهدف مصر، فنحن نحزن كثيراً لوقوع الأعمال الإرهابية، ونشعر كما يشعر المصريون، لأننا جزء من هذا البلد.
■ كيف تؤثر تلك الاتهامات عليكم فى العريش؟
- يصعب وصف ذلك، خاصة عندما يكون الإنسان بريئاً ويتحول إلى متهم، ولا بد أن يكون هناك دليل قبل توجيه الاتهامات إلينا دون وجه حق، فما الهدف الذى يدفع فلسطينياً للقيام بعمليات إرهابية على أرض مصر، وعدوه واضح وصريح ومعروف وهو المحتل الإسرائيلى الصهيونى؟ فما مصلحة الفلسطينى فى تنفيذ عملية إرهابية فى مصر؟، وكلنا نعلم أن الخليج والعرب دون مصر لا يساوون ورقة بالية.
■ البعض يوجه الاتهامات بسبب ما يُعرف عن العلاقة بين حماس والإخوان فى مصر.. فما تعليقك؟
- لن أدافع عن «حماس»، ولكن لا بد أن ننظر إلى الموضوع بالمنطق، فكيف لـ«حماس» أن تحارب فى جبهتين، فى جبهة العدو والجبهة المصرية التى تعتبر متنفساً لها والشريان الوحيد لها هو العريش وسيناء؟ «إزاى تخنق نفسها بإيديها؟».
■ هل هناك انعكاس لتلك الاتهامات على علاقة الفلسطينيين بأهل العريش؟
- التأثير فى القاهرة، لكن فى العريش هنا المدينة صغيرة وأهلها يعرفون عائلتنا وبيننا نسب ومصاهرة، وفى الأول والآخر المعاملات تحكمها الأخلاق وليس الجنسية، والجنسية تظهر فقط فى المعاملات الرسمية مع الحكومة، لكن العريش يحكمها النظام القبلى، ففلان ابن عائلة فلان وليس جنسيته كذا، فهناك فلسطينيون من قبائل نصفها فى مصر ونصفها فى العريش ورفح، فنحن إخوة وأشقاء وأبناء قبائل واحدة.
■ وكيف تؤثر تلك الاتهامات على المعاملة مع الجهات الأمنية؟
- طبعاً تؤثر بشدة، فمنذ أيام وأنا فى طريق عودتى من القاهرة أوقف ضابط فى كمين السيارة وأدخل رأسه من النافذة وسأل بصوت عالٍ: فيه فلسطينى موجود؟، وساعتها شعرت بالحسرة، فكيف أكون وُلدت وعشت بهذا البلد وأنتمى إليه، وأعامل بتمييز واضح لمجرد أننى لا زلت أحتفظ بجنسيتى الفلسطينية.