بالصور| عم "أحمد شالوم": "اليهود علموني التجارة واللغة"
بمجرد أن تطأ قدمك مجمع الأديان بمصر القديمة وعلى بعد أمتار تجده جالسا على كرسيه واضعا أمامه طاولته التي لم تفارقه منذ 40 عاما، واضعا عليها بضاعته المميزة بنجمة داود و"الجيبا" والطاقية التي يرتديها اليهود فوق رؤوسهم، بالإضافة إلى الإكسسوارات المتعلقة من الشعائر المسيحية والزينة التي تتحلى بها الفتيات.
إنه عم أحمد سعيد شريف بائع الإكسسوارات بمجمع الأديان، ويعرف بعم "أحمد شالوم"، وعرف بذلك لمعاشرته "عم شحاتة" "شماش "خادم المعبد اليهودي". وكان بائعا للأكسسوارات في المتحف المصري، ومن بعد حرب أكتوبر 1973 يتبدل الحال بعم سعيد وتفتح له حياة أخرى، يأخذه أحد معارفه وينقله إلى المعبد اليهودي بمجمع الأديان ليودعه عند عم شحاتة، الرجل الذي عاش في ظله لمدة 40 عاما تعلم منه اللغة العبرية وأصول التجارة، وعرف عن المعبد اليهودي ما لم يعرفه أحد ليمكنه من نقل وصفه ومعالمه باللغة الإنجليزية لبعض اليهود الأجانب الذين نقلوا عنه وقاموا بعمل الرسوم التوضيحية في كتيب صغير باللغة الإنجليزية في أمريكا وبإمضاء في نهايته باسم "أحمد سعيد شريف"، وأخذها ليبيعها على طاولته "اللي مخدش الورقة دي معرفش المعبد" .
يحكي عم أحمد شالوم قصته ويقول "أنا مسلم موحد بالله، عشت مع عم شحاتة أحسن يهودي مصري، كان رجل أمين و لما جيت المعبد لاقاني شخص أمين فعلمني أصول التجارة، وجلست أبيع الإكسسوارات داخل المعبد اليهودي حتى وفاة عم شحاته منذ 10 سنوات، فخرجت من المعبد اليهودي وجلست بجوار بوابة الدخول". ويضيف أن عم شحاتة كان من اليهود الذين يحبون مصر "كان دايما بيقول هعيش فى مصر وهموت في مصر، كان بيبوس كل حتة فيها".
"يومك سعيد.. بالعبرى الكلمة اللي كانت بتسعد اليهود لما كنت بقولها"، ويستكمل حديثه بأن عصر الرئيس الراحل السادات من أكثر الأزمنة التي أتى فيها اليهود إلى المعبد اليهودي "كانوا بيجوا كتير أوي وفي مجموعات وكانوا بيروحوا مولد أبو الحصيرة في البحيرة".
اللغة العبرية ليست اللغة الوحيدة التي يتقنها عم أحمد، لكن مخالطته بالأجانب جعلته يتقن اللغة الإنجليزية والقليل من اللغة الفرنسية والألمانية "لو حد كلمني بالعبري هرد عليه بالعبري، واللي هيكلمني إنجليزي هكلمه إنجليزي"
"مبقاش في يهود بييجوا ولا حتى في الأعياد ولا أي مناسبة"، وهذا ما أثر سلبا على دخل عم أحمد "بدل ما كنت باخد 100 جنيه في اليوم بقيت ممكن آخد جنيه". واختتم عم "أحمد شالوم" حديثه قائلا "هقوم أتوضا علشان ألحق صلاة الضهر".