مدير "التعليم المفتوح" بـ"عين شمس":نظام التعليم كله يعانى من "الفساد"
قال الدكتور أحمد جلال السيد، مدير مركز التعليم المفتوح بجامعة عين شمس، إن التعليم بأكمله يعانى، بسبب أوجه الفساد و«التعليم المفتوح» ليس «جزيرة منفصلة» عن ذلك، مشيراً إلى أن لدينا 500 ألف طالب فى كليات هذا النظام على مستوى الجمهورية، وأن هذا العدد يعد كبيراً جداً.
وأضاف «السيد» فى حوار لـ«الوطن» أن نظام التعليم المفتوح فى حاجة إلى بنية إلكترونية للنهوض به، مشيراً إلى أنه ليس بديلاً عن التعليم النظامى، لكن له أساسياته والفئة المستهدفة منه.. وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك لنظام التعليم المفتوح.. وهل خرج عن مساره كما يقال حالياً؟
- نظام التعليم المفتوح مطبّق فى كل دول العالم دون مشكلات. وعندما تم تطبيقه فى مصر وضعنا عليه نكهتنا المصرية الخاصة، أى «التاتش بتاعنا»، والسبب فى ذلك هو عدم وجود علاقة تفاعل وإلزام بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، فعندما طُبّق هذا النظام فى بداية التسعينات من القرن الماضى، كان حضور المحاضرات غير ملزم للطلاب، إلى جانب مخاطبته فئة معينة تهدف إلى الحصول على مؤهل عالٍ، لأسباب متعدّدة، من بينها تعديل الحالة الوظيفية أو الاجتماعية، فهناك رجال أعمال التحقوا بالتعليم المفتوح، على الرغم من كبر سنهم، لتعديل وضعهم الاجتماعى والحصول على مؤهل عالٍ من إحدى كليات نظام التعليم المفتوح، إلى جانب آخرين التحقوا به لاكتساب الخبرة.
والسبب الرئيسى أنه عندما تم تغيير نظام القبول عام 2008 وتم السماح لطلاب الثانوية العامة بالالتحاق مباشرة بكليات التعليم المفتوح دون اشتراط مرور 3 سنوات على شهادة الثانوية العامة، أسفر ذلك عن العديد من المشكلات، نظراً للتعامل مع طلاب تبدأ أعمارهم من 16 عاماً فيما فوق، ويتميزون بنشاطهم ومطالبتهم بتكثيف المحاضرات على مدار الأسبوع.
■ هل طُبّق التعليم المفتوح دون دراسة، وكان التوسُّع فيه سبباً فى مشكلاته؟
- لدينا 500 ألف طالب بالتعليم المفتوح على مستوى الجمهورية، وهذا العدد يعد كبيراً جداً، وهذا النظام ليس بديلاً للتعليم النظامى، لكن له أساسياته والفئة المستهدفة منه، والتعليم بأكمله فى مصر يعانى العديد من المساوئ وأوجه الفساد، وليس التعليم المفتوح جزيرة منفصلة عن ذلك، والدليل على ذلك تسريب امتحانات الثانوية العامة بشكل يومى دون التوصل إلى حل للقضاء على هذه الظاهرة.[FirstQuote]
والدستور ينص على عدم التمييز، إلا أن نقابة المحامين رفضت معادلة شهادات التعليم المفتوح بالشهادات الأكاديمية، ورفضت تسجيل عدد من الطلاب من خريجى التعليم المفتوح بالنقابة، وانتهج عدد من النقابات هذا الرفض، منها نقابتا الصحفيين والتجاريين وغيرهما، وطالبت بتعديل مسار التعليم المفتوح.
■ هل تقترح وضع لائحة جديدة لتطوير نظام الالتحاق بالتعليم المفتوح وتحسين أوضاعه؟
- أقترح وضع لائحة موحّدة تتضمن جميع البنود والمواد التى تضمن انتظام العملية التعليمية فى جميع كليات التعليم المفتوح، وتطبّق على جميع البرامج مثل لائحة التعليم النظامى، وتكون عبارة عن قانون يتكفل بإدارة التعليم المفتوح، فهناك تباين فى أعداد طلاب التعليم المفتوح فى الجامعات المختلفة، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء التحاق طلاب بجامعة وزيادة الأعداد بنظام التعليم المفتوح بها دون أخرى.
ونحن فى حاجة إلى سياسة واضحة، ولا يجوز اتخاذ قرار وتعديله ثم الرجوع إليه دون دراسة حقيقية، وطلاب الدبلومات الفنية من حقهم الالتحاق بكليات التعليم العالى، وليس هناك خطورة من التحاقهم به، وهذا حقهم، والقانون كفل لهم ذلك الحق، وإذا تم اتخاذ قرار بمنعهم من الالتحاق بهذه الكليات سنقضى عليهم.
■ ما الحل للنهوض بهذا النظام؟
- الحل يتضمن وضع بنية إلكترونية للنهوض بالتعليم به، والعمل على تخصيص جامعات تعمل بهذا النظام، حتى يكون الطلاب الدارسون مهيئين وعلى كفاءة عالية، بالإضافة إلى وضع بنية أساسية لتكثيف عدد المحاضرات وإحداث نوع من التفاعل بين الطلاب والأساتذة، وهناك دراسة تم إعدادها من قبل لجنة مشكلة من المجلس الأعلى للجامعات تضمنت دراسة نظام التعليم المفتوح منذ إنشائه وحتى الآن، وتم إعداد تقرير، وعرض جزء منه على المجلس، وسيتم عرض الجزء الثانى من هذه الدراسة خلال اجتماع المجلس المقبل.