م الآخر| نعم.. أعيش في جلباب أبي!
بكرة الذكرى السنوية لوفاة "أعظم أب في الدنيا"، وكان لازم أقف عند أول يوم فقدته فيه، وعند أول لحظة مرت عليا وأنا مش قادرة استوعب انى مش هاشوفه تانى، ولا هاكلمه تاني ، ولا هاضحك معا ه تاني ، ولا هاعمله الاكل اللي بيحبه من ايدي تاني.
اللحظة اللي قعدت سنة كاملة مش قادرة أستوعب حدوثها، مش قادرة اقول "الله يرحمه"، مش قادرة أكد على فكرة انه راح ومش هايرجع تاني، اصله ماكنش أب عادي.. الأب اللى عمره ما مد ايده علي حد من اولاده حتى في مواقف الخطأ، وكان بيتعامل معانا بالمناقشة والهدوء والاقناع يبقى اب مش عادي.
الاب اللى كان بيعلمني في مدارس مشتركة ومارفضش فكرة الاختلاط لبعد الجامعه ، بعد ما زرع جوايا الصح والغلط والحلال والحرام واداني مطلق الحرية في كل شئ مايبقاش اب عادي.
الاب اللي كان بيعلمنى حفظ القران في يوم واليوم اللى بعده اتعلم العزف على البيانو ، وفي نفس الاسبوع اروح اتدرب "الكاراتيه" وبيشجعني في الانشطة التلاتة مايبقاش أب عادي.
الأب اللى كان حافظ القران كله وفي نفس الوقت من اعظم الشعراء العاميين مع حفاظه على مركزه "الحساس جدا" في شركة الكهرباء مايبقاش أب عادي.
الاب اللي زرع جوايا التسامح والكرم والصدق والعطاء والتضحية والحب لكل الناس اللى حواليا بدون انتظار مقابل ، مايبقاش اب عادي
الاب اللي لما كنت بتعب ، يحط ايده على راسي ويقرالي قران لحد مااخف، ماكنش اب عادي.
الاب اللي حسيت بعده ان ضهري اتكسر واماني اختفى وسندي بقا "هوا" مايبقاش أب عادي.
وعلشان كده احب اقول لكل اب، كون لبنتك اب مش عادي ، مش كفاية انك تحب بنتك المهم انك تعرف ازاي تحبها، صاحب بنتك وقرب منها واديها الامان اللي بتحتاجه في حياتها ، علمها الصح والغلط ، واديها الحرية ،صدقني عمرها ما هاتخذلك.
الابهات اللى فاكرين ان الشدة والعنف هما اللى بيربوا ، احب اقولكم دول اللي مش بيربوا، مافيش احسن من انك تتناقش بهدوء وتقرب من بنتك وتصاحبها ، وتبين لها حبك وحنانك واحتواءك ليها وخوفك عليها من غير عنف وديكتاتورية؟.
خليك الاب اللى لما تتوفى ، بنتك تفتكرك لاخر يوم في عمرك.. خليك الاب اللى لما تتوفى بنتك تمشي على كل المبادئ اللى ربيتها عليها كأنك موجود
خليك الاب اللى لما تتوفي تبقى مطمن عليها ومش خايف ولا قلقان.
خليك الاب اللى لما تتوفى ، بنتك تحفظ غيابك وتعيش بيك لاخر لحظه في عمرها، م الآخر، خليك أب مايتنسيش.