3 دوافع ودلالات وراء تفجير "داعش" القنصلية الإيطالية في مصر
أعلن تنظيم "داعش" تبنيه تفجير مقر القنصلية الإيطالية بالقاهرة، بعدما اتخذ استراتيجية جديدة داخل مصر من استهداف رجال الشرطة والجيش إلى استهداف المصالح الأجنبية، في إطار تصميمه على الوصول بضرباته إلى عمق العاصمة، خاصة بعد أن تعددت عملياته داخل العاصمة، وذلك في بيان أصدره مساء يوم 11 يوليو، عبر صفحته على الإنترنت، ونتج عن هذا التفجير مقتل شخص وإصابة عدد من الأفراد.
وذكر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن التفجير الذي لحق بمقر القنصلية الإيطالية طرح الكثير من التساؤلات حول دوافع التنظيم لاستهداف هذه القنصلية دون كل السفارات والقنصليات الموجودة في مصر، خاصة أن هذه العملية تُعد أول استهداف للمصالح الأجنبية من قبل التنظيم، ولذا هناك عدد من الدوافع خلف هذه العملية، كانت أهمها:
1- الدوافع العقائدية داخل التنظيم في المنطقة وعلى رأسها "داعش": تأتي ضمن الأولويات الأولى المستهدفة، ففي أكتوبر الماضي وضعت مجلة "دابق" التي تُصدرها "داعش" على غلافها صورة مسلة ساحة "القديس بطرس" بعد أن وضعت عليها علم التنظيم، كما أن موقع "ذا لوكال" الإخباري، صرح بأنه تم رصد رسالة صوتية قيل إنها من زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، يقول فيها "الزحف إلى روما" لن يتوقف، إضافة إلى تهديدات بعض الجهاديين بغزو إيطاليا عن طريق قوارب الهجرة غير الشرعية.
2- الموقف الإيطالي من التمدد "الداعشي" في ليبيا: أعلنت الحكومة الإيطالية عقب تمدد التنظيم في ليبيا، عن استعدادها للتدخل في ليبيا لمواجهة "داعش" بعد أن نجح في السيطرة على مدينة "سرت"، وباتت على بعد مئات الأميال من السواحل الإيطالية، ما دفع وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي إلى التصريح بأن إيطاليا مستعدة لإرسال آلاف الرجال إلى ليبيا.
3- الضعف الأمني: برغم الدوافع السابقة، فإن هناك من يُرجح أن سبب العملية هو ضعف التواجد الأمني حول القنصلية، ما جعلها هدفًا سهلًا وفي متناول يد التنظيم، خاصة أن السفارات والقنصليات الأخرى تتمتع بحراسة مشددة، ويصعب الوصول إليها، لذا فهي كانت هدفًا سهلا وغير مكلف.
وبحسب المركز، فإن استهداف "داعش" للقنصلية الإيطالية حمل عددًا من الدلالات، من أهمها:
1- التحول إلى مستوى جديد من العنف، وذلك من خلال استهداف الأجانب في مصر: منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013، اقتصرت العمليات الإرهابية على استهداف كلٍّ من مؤسسات ورجال الجيش والشرطة، والمؤسسات الحكومية الأخرى، إضافةً إلى استهداف المرافق العامة مثل أبراج الكهرباء، ومحطات المياه.
2- القدرة على الوصول إلى عمق العاصمة: يريد التنظيم أن يُثبت من خلال هذه العملية أنه لا تزال لديه القدرة على تنفيذ عمليات داخل قلب القاهرة، واختراق منطقة تشهد تدابير وإجراءات أمنية لافتة، مثل منطقة وسط العاصمة، وتطل القنصلية على ميدان عبدالمنعم رياض على بعد أمتار قليلة من ميدان التحرير، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، ومبنى وزارة الخارجية.
3- خلق حالة من عدم الاستقرار: أظهرت العملية أن التنظيم يسعى إلى إثبات عدم قدرة الأمن على أداء دوره، ويمثل هذا التفجير عملية نوعية، باستهدافه مقرًا دبلوماسيًا لأحد أبرز حلفاء مصر في أوروبا، ما قد يخلق حالة من الخوف والذعر والترهيب ليس فقط على مستوى الشارع المصري، وإنما أيضًا لدى الشركاء الدوليين لمصر.