رئيس جامعة السويس: التعليم الخاص فى مصر معرض للانفجار
قال الدكتور ماهر مصباح، رئيس جامعة السويس، إن الجامعة توفر موظفين متدرّبين للتعامل مع الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، الذين يقدّمون رغباتهم للتنسيق عبر أجهزة الحاسب الآلى الخاصة بالجامعة، موضحاً أن تلك الخدمة مجانية تماماً دون مقابل مالى، مشيراً إلى أن الجامعة استعدت لانقطاع الكهرباء فى توقيت تقديم الطلاب رغباتهم، بتوفير فلاشات توصيل بالشبكة العنكبوتية لمنع حدوث تلك المشكلة.
وأضاف أن هناك تخصصات يجب أن تكون نسبة القبول فيها بحساب شديد جداً، مشيراً إلى أنه عندما كان عميداً لكلية هندسة بترول السويس كان يطلب قبول 100 طالب فقط، لأنه بعد تخرّجهم لن يعملوا، بسبب دراستهم غير المرنة. وفى حواره لـ«الوطن»، أوضح «مصباح» أن أعداد شريحة المتفوقين بالسويس من طلبة الثانوية العامة تكون سنوياً نسبة صغيرة، مقارنة بباقى المحافظات الأخرى التى يزداد فيها عدد المتفوقين، أى أن السويس الأقل من باقى المحافظات، مشيراً إلى أن التعليم الخاص فى مصر معرّض لـ«انفجار»، بسبب زيادة عدد المقبولين فيه، وإلى نص الحوار.
■ ارتفعت النسب المئوية لطلاب الثانوية العام الحالى، ما خطتكم المقترحة لمواجهة ذلك؟
- بالفعل ارتفعت المجاميع الخاصة بطلبة الثانوية العامة، وهى لم تكن موجودة بهذا المستوى خلال السنوات الماضية، مما وضع التعليم العالى فى مأزق بسبب ارتفاع نسبة الطلاب المقبولين فى كليات القمة فى مصر، حيث أدى ذلك إلى الاعتراض من قبل رؤساء النقابات المختلفة بسبب توابع تلك الظاهرة من تخرج دفعة ذات أعداد كبيرة تلتحق بالنقابات.
■ هل تستوعب الجامعة أعداد الطلاب الملتحقين بها العام الحالى؟
- لا توجد مشكلة فى الكليات من حيث الأعداد التى تتخذ منها طريقاً لتكملة التعليم الجامعى، والكليات اللى فى السويس أغلبها نوعى، لكن إدارة الجامعة تسعى حالياً لإنشاء عدد من المنشآت الجامعية المتكاملة لجميع الكليات، إذ تعمل الجامعة وفق تلك المنظومة منذ عام ونصف العام، علشان عندنا ميزانية مالية كويسة، وكان عندنا فى السويس 6 كليات فى الخدمة استوعبت 600 طالب وطالبة، وخلال العام المقبل هيكون عندنا كليات تانية، لأن مشكلة الازدحام فى التعليم العالى تحتاج إلى كليات جديدة تحت إشراف المظلة الحكومية.[FirstQuote]
■ اختيار الطلاب للالتحاق بأقسام الجامعة المختلفة يتم من خلال معيار النسبة المئوية أم درجات مواد معينة؟
- ما زالت النسبة المئوية هى العامل الأكبر فى التحاق الطالب بالجامعة، لكن بالفعل نحتاج لأن نطبّق نسب الدرجات المرجّحة للالتحاق بكلية بعينها، لكن فى كلية الآداب وفى وقت التحويل من قسم إلى آخر يعتمد فى الأساس على الدرجات المرجّحة فى مواد مثل اللغة الفرنسية أو اللغة الإنجليزية، ولو القرار ده تم تطبيقه سيُحدد درجة ميل الطالب فى دراسة قسم معين داخل الجامعة وخلال الاجتماع الأخير لوزير التعليم العالى، أعلن سعى الوزارة لتكون هناك عوامل أخرى مثل خضوع الطلاب لامتحانات بالقدرات، وستتميز بالعدالة والشفافية الكاملة.
■ انتشار الكليات الخاصة فى مصر، هل يؤرق الكليات الحكومية فى رسالتها؟
- التعليم الخاص نشأ فى مصر فى شكل أشبه بالانفجار، وفى بريطانيا توجد 168 جامعة حكومية فيما يوجد التعليم الخاص فى 4 كليات فقط، لكن فى مصر زادت المؤسسات الخاصة مما تفعله حقيقة وهو تعليم الطالب بأموال الفرد التى تعتبر فى الأساس أموال الدولة، وعلى الدولة أن تضع فى الاعتبار أن قضية التعليم مسألة أمن قومى منذ بدايتها وحتى نهايتها.
■ هل تخضع جميع المدرجات لكل الكليات أم تنفرد كل كلية بمدرجاتها؟
- إحنا بنشتغل كل يوم، ومافيش كلية ليها مدرج خاص بها، والجامعة بتتبع نظام «الإشغال»، يعنى حسب احتياج كل دكتور للمدرج بيتم توفيره ليه، وده بيخلى الجامعة مش بتعانى من الزحام، أو أن طالب مايقعدش أثناء المحاضرة.
■ ازدياد أعداد الخريجين سنوياً هل يمثل مشكلة داخل النقابات المصرية على مستوى الجمهورية؟
- بعض النقابات بيكون موقفها حساس شوية زى نقابة الصيادلة وده خلاها تسجل اعتراضها على دخول 9 آلاف طالب منذ سنوات كلية الصيدلة، أما باقى النقابات فلم تعلن اعتراضها، لأن أغلبهم يلجأ للعمل بالخارج، أما بالنسبة لنقابة الأطباء فهناك وحدات طبية بمناطق نائية فى صعيد مصر لا يوجد فيها طبيب واحد، أما فى الشمال فمن الممكن أن ترى 500 طبيب داخل وحدة طبية.
■ هناك أقسام داخل الجامعة تمتاز بالتخصص الدقيق، مثل هندسة بترول السويس التى يعانى عدد من خريجيها من البطالة حتى الآن، رغم ارتفاع درجات القبول بها، كيف تساعد الكلية هؤلاء الخريجين؟
- بالفعل فيه تخصصات يجب أن تكون نسبة القبول فيها بحساب شديد جداً، وأنا لما كنت عميد فى كلية هندسة بترول السويس كنت باطلب قبول 100 طالب فقط، وأتمنى ألا يزيد العدد هذا العام على ذلك، لأنه بعد تخرجهم لن يعملوا بسبب دراستهم غير المرنة، بمعنى أن من يتخرج فى تلك الكلية لا يستطيع العمل إلا فى سياق دراسته، وبالنسبة لسوق البترول فهى سوق عالمية، وتظهر مشكلاتها عندما يرتفع سعر البترول مثلاً، وتعمل الشركات على تسريح موظفيها.