"القاهرة - الإسكندرية الزراعى".. "رجل على الطريق والثانية فى الآخرة"
تعانى الطرق السريعة والداخلية بمحافظة القليوبية، حالة من الإهمال والتردى، وأدى تجاهل وتقاعس المسئولين ورؤساء المدن والأحياء عن واجبهم الوظيفى فى الحفاظ على أملاك الدولة وحرم الطرق السريعة الشرعية إلى قيام المخالفين ومغتصبى حقوق الدولة بالتعدى علناً فى وضح النهار على حرم الطرق السريعة، ببناء الكافيتريات الكبيرة بمساحات شاسعة لتغلق الطرق وتحولها إلى مواقف عشوائية، وساحات انتظار تؤدى إلى شلل تام فى حركة المرور، إضافة إلى وقوع مئات الحوادث.
هذا الوضع المتردى دفع المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية، إلى توجيه هجوم حاد على مسئولى الطرق فى جلسة المجلس التنفيذى للمحافظة الأخير، وقال: «ربنا ينتقم من المسئولين عن الطرق، إحنا بنتعذب من الطرق وحالتها السيئة». وأشار إلى أن المحافظة بها اعتمادات للرصف، لكن لا يوجد مسئولون يحبون العمل، فى الوقت الذى تحولت فيه طرق المحافظة إلى حفر ومطبات وانعدمت الإنارة، الأمر الذى يؤدى إلى وقوع العديد من الحوادث التى يروح ضحيتها عشرات الأبرياء يومياً.
ويعد طريق خط 12 الواصل بين بنها والقناطر الخيرية، مروراً بعدد من القرى التابعة لمركز طوخ، من أسوأ الطرق بالمحافظة، نظراً لأنه طريق فردى ويقسمه الرياح التوفيقى إلى قسمين، ورغم حيويته وأهميته فلم يشهد أى نوع من التطوير وفق ما أكده الأهالى، والمشكلة الكبرى على هذا الطريق والتى جعلته طريقاً للموت هى انتشار مكامير الفحم، التى تمثل خطراً شديداً على هذا الطريق أشد من الحفر والمطبات التى يعج بها هذا الطريق، فبسبب الأدخنة الكثيفة التى تنبعث من هذه المكامير تنعدم الرؤية تماماً عليه، وينتج عن ذلك وقوع العديد من الحوادث، إضافة إلى أن الطريق به عدد كبير من المنحنيات الخطيرة، ولا توجد علامات إرشادية أو أعمدة إنارة، مما يؤدى إلى استحالة السير على الطريق ليلاً.
فى سياق متصل، يشهد الطريق الزراعى السريع «مصر - الإسكندرية» بنطاق محافظة القليوبية كل أنواع الإهمال، مما يجعله يستحق لقب «مصيدة الموت الأولى»، بعد أن أكدت التقارير ارتفاع نسبة الحوادث عليه بسبب كثرة التعديات على الطريق وسوء الخدمات.
المفاجأة فيما كشفه تقرير لمديرية الصحة بالمحافظة أن حوادث الطرق بنطاق المحافظة ارتفعت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، حيث سجّل مرفق الإسعاف خروج ما يقرب من 4200 طلعة سيارة إسعاف فى 1100 حادث تصادم، سواء كان بين السيارات أو الدرجات البخارية، وأسفرت هذه الحوادث عن إصابة ما يقرب من 55300 شخص بإصابات مختلفة، ووفاة ما يقرب من 360 آخرين.
وأكد المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية، أنه تم اعتماد 78 مليون جنيه لخطط الرصف بجانب العمل فى توسعة الطريق الزراعى وإعادة تأهليه، مشيراً إلى أنه تم البدء فى تنفيذ مشروع الطريق الحر الجديد «بنها - شبرا»، مما سيكون له مردود كبير فى حركة التنمية والاستثمار على المحافظة وحل أزمات الطريق الزراعى الذى أصبح لا يتحمل الضغط المرورى عليه، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للطرق بدأت بالفعل تنفيذ أولى مراحل الطريق الحر الجديد، الذى يبلغ طوله 40 كيلومتراً، حيث تم البدء فى تنفيذ نقطة الصفر بالمشروع بمنطقة أم بيومى، التى من المقرر أن يتم إنشاء كوبرى يربطها بمحور أحمد عرابى القادم من شبرا الخيمة كما تسلمت الشركة أول 5 كيلومترات بالطريق فى المنطقة ما بين قريتى عرب العراقى بشبين القناطر وحتى رمادة بقليوب.
وأوضح المحافظ أن هذا المشروع العملاق يهدف إلى حل مشكلة التكدُّس المرورى بطريق «القاهرة - الإسكندرية» الزراعى، الذى يبلغ 120 ألف سيارة يومياً، وتقليل زمن الرحلة من ساعتين فى وقت الذروة إلى 25 دقيقة فقط. وأضاف أن الطريق بطول 43 كيلومتراً واستثمارات 2.5 مليار جنيه، ويربط الطريق الدائرى بطريق مصر - الإسكندرية الزراعى. وأضاف المحافظ أن المحافظة تعمل على عدة محاور فى حل مشكلات الطرق، ومنها الطريق الدائرى، كما أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وافق على اعتماد 10 ملايين جنيه لمشروع تطوير محور مؤسسة الزكاة فى المنطقة الواقعة على الطريق الدائرى بمحافظة القليوبية، وربطها بالدائرى وطريق ترعة الإسماعيلية ومدينة الخصوص، وكذا محور طريق المصانع بقليوب لخدمة التجمعات الصناعية وحركة النقل الثقيل وربطها بالدائرى مباشرة عبر هذا الطريق باستثمارات 16 مليون جنيه، وسيدخل الخدمة قريباً لتخفيف الضغط على الطريق الزراعى القديم. كما يجرى العمل على قدم وساق فى محور أحمد عرابى فى شبرا الخيمة، الذى يعد هو الآخر أحد المحاور المرورية المهمة التى أقيمت بالتوازى مع مشروع تطوير ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة، ويتم تنفيذه بالتنسيق مع وزارة الإسكان، موضحاً أن كل هذه المشروعات بدأ العمل فيها وهو أمر يكشف لنا بوضوح حجم الجهد المبذول فى هذا القطاع الحيوى الذى يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات وليس العمل على تحسين حركة الركاب وتيسير حركة النقل فقط.