زيارة "بن سلمان" تصيب الإخوان بـ"الصدمة"
أُصيب تنظيم الإخوان بصدمة بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد، وزير الدفاع السعودى، إلى مصر، أمس الأول، فى إشارة إلى قوة العلاقات بين البلدين، وأنه لا أمل للإخوان فى التقارب مع المملكة، للضغط على النظام فى مصر، وإجراء مصالحة والإفراج عن قيادات التنظيم المحكوم عليهم بالإعدام وغيرهم، وروج الإخوان، خلال الفترة الماضية، لتحسن علاقتهم مع المملكة العربية السعودية، والعديد من الشائعات، حول تدهور العلاقات بين القاهرة والرياض، خصوصاً بعد وفاة الملك عبدالله.
وعقب زيارة محمد بن سلمان للقاهرة هاجمت قنوات وبرامج الإخوان ومواقعهم الإخبارية الأسرة السعودية الحاكمة والرئيس عبدالفتاح السيسى، وعادوا لاستخدام شعاراتهم القديمة فى الهجوم على الرياض، وأنها تساند النظام الذى أزاحهم من السلطة، بعدما غيروا من لهجتهم خلال الفترة الماضية، من أجل التقرب من المملكة.
وكانت مواقع إخوانية زعمت زيارة وهمية للعاصمة السعودية، وإجراء لقاءات بين عدد من قيادات الإخوان والمسئولين فى المملكة، فى أبريل الماضى، من أجل التدخل لحل الأزمة بين الإخوان والنظام فى مصر، وقال وجدى غنيم، الداعية الإخوانى، فى مقابلة مع قناة الجزيرة وقتها، إن أطرافاً مصرية بحثت استراتيجيات لإعادة تنظيم إلإخوان إلى المعادلة السياسية فى مصر، فى اجتماع ثلاثى بين أشرف بدر الدين وجمال عبدالستار، ووزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان.
وكان كل من جمال حشمت وعمرو دراج، القياديين فى التنظيم، قد امتدحا المملكة العربية السعودية، خلال الفترة الماضية، ودعاها لتغيير موقفها من الإخوان، ومساندتهم، إلى جانب التوقف عن مساندة النظام فى مصر.
وقال أحمد عبدالعاطى، وهو كادر شاب فى تنظيم الإخوان، إن التنظيم وقياداته كانوا يعولون على نزع الدعم العربى للنظام فى مصر، خلال المرحلة الماضية، خصوصاً المملكة العربية السعودية، كونها أكثر الدول دعماً للنظام الحالى، إلا أن زيارة ولى ولى العهد لمصر، أمس الأول، ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للملك سلمان لزيارة القاهرة، أكدت متانة العلاقات بين البلدين.
وأكد عبدالعاطى أنه من المنطقى أن تكون العلاقة بين السعودية ومصر قوية، حتى لو كان هناك خلاف فى وجهات النظر بين الطرفين، لكن الإخوان لن يكونوا رقماً فى معادلة الاتفاق أو الاختلاف بين الطرفين، موضحاً أن ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط يجبر الطرفين على التمسك بقوة العلاقات بينهما. فيما قال حسن عبدالحميد، أحد الكوادر الشبابية فى التنظيم، إنه بلا شك أن قوة العلاقة بين مصر والسعودية فى الوقت الحالى تقلل من فرص وجود الإخوان فى المشهد السياسى فى مصر، موضحاً أنهم سعوا خلال الفترة الماضية لتحسين علاقتهم بالمملكة، من خلال راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة فى تونس، ومنصف المرزوقى، الرئيس التونسى السابق، إلا أن هذه الجهود لم تٌكلل بالنجاح.
وأكد عبدالحميد أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة على الإخوان، نتيجة لاستمرار الدعم العربى للنظام فى مصر، واستمرار القضاء فى الحكم بأحكام قاسية على قيادات الإخوان، فى الداخل، دون تدخل عربى لوقف تنفيذ تلك الأحكام. وشن التنظيم موجة جديدة للتحريض ضد مصر فى الخارج، ونظم مؤتمراً، مساء أمس الأول، فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة، حضره وزير العدل الأمريكى الأسبق رامزى كلارك، الذى دعا منظمات حقوق الإنسان، والسياسيين والنشطاء، ممن لديهم نفوذ فى العالم أن يبذلوا قصارى جهدهم لتحرير الرئيس المعزول محمد مرسى، وإعادته إلى منصبه مرة أخرى، على حد تعبيره.
وحرض كلارك الدول الغربية على القاهرة، وطالب كافة الدول والمؤسسات والمنظمات المعنية بسرعة ممارسة ضغوط فعلية وحقيقية على النظام المصرى للتراجع عن مواقفه التى وصفها بأنها «مناهضة تماماً لحقوق الإنسان»، مشدداً على ضرورة استغلال نفوذ تلك الدول للضغط على السلطة لإطلاق سراح المعزول.
وزعم كلارك، خلال المؤتمر الصحفى الأول الذى عقد بمدينة نيويورك، ضمن فعاليات حملة دولية لمنع إعدام «مرسى»، أن حرية الأخير تمثل أهمية قصوى للشعب المصرى، بل وللمنطقة والعالم أجمع، حيث إن اعتقاله أو إعدامه أمر سيؤثر على وضع الحريات ويشكل ضربة للمؤسسات الديمقراطية.
وأطلقت مجموعة من المنظمات والشخصيات الدولية الموالية للإخوان حملة دولية للتصدى لإعدام «محمد مرسى»، قبل عدة أيام، بهدف منع تنفيذ الأحكام على قيادات الإخوان.
وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، إن التنظيم سعى خلال الفترة الماضية لضرب العلاقات المصرية العربية، خصوصاً السعودية لقوة العلاقات بين البلدين، مستغلين وفاة الملك عبدالله، ومعتقدين أن الملك سلمان يمكن أن يساندهم، وهم أساس الإرهاب فى المنطقة، ويدعمون التنظيمات المتطرفة، موضحاً أن العلاقات المصرية السعودية ستظل قوية.
وأكد أن الإخوان أصيبوا بخيبة أمل بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر، وحضوره حفل تخرج طلاب الكلية الحربية، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد انحساراً للإخوان وأن القضاء مستمر فى محاسبة المخطئين من قيادات التنظيم، وحول المؤتمر الخارجى، الذى عقده الإخوان، فى نيويورك لمنع تنفيذ أحكام الإعدام على مرسى، أشار الزعفرانى إلى أن الدول الخارجية أدركت حقيقة الإخوان، وأنها لن تلتفت لمثل هذه المؤتمرات، مهما دفع التنظيم من أموال لمسئولين أمريكيين، لإحضارهم لمؤتمراتهم للدفاع عن مرسى من أجل منع تنفيذ أحكام الإعدام.
وأكد الزعفرانى أن أحكام القضاء لا يمكن لأحد أن يوقفها، وأن من ارتكب جرائم فى حق الدولة، لا بد أن تتم محاسبته، ويجب ألا يكون هناك تهاون مع أى شخص دعا لارتكاب أعمال عنف، ليكون عبرة لغيره ممن يفكر فى دعم الإرهاب.