"الإفتاء": "داعش" يملك "أسواق نخاسة" لبيع أعضاء ضحاياه البشرية
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء، أن السطو على أعضاء الإنسان الحي أو الميت، من الأمور المخالفة لنصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها، بإجماع العلماء قديمًا وحديثًا، وأرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مبدأ حرمة الاعتداء على الأجساد والأموال والأعراض بقوله: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام".
جاء ذلك، عقب رصد أخبار تفيد بأن تنظيم "داعش" الإرهابي، أجبر أطباء على إزالة أعضاء وأجهزة فسيولوجية لسجناء بعد إعدامهم، من أجل المتاجرة بها، حيث أجاز التنظيم سرقة الأعضاء البشرية، استنادا إلى فتاوى شاذة قديمة.
وأوضح المرصد، في بيان عنه، أن سرقة الأعضاء البشرية والإتجار فيها حرام شرعا، وتدخل في باب الجناية على ما دون النفس، وعقوبته في هذه الحالة هي القصاص؛ استنادا لقول الله تعالى: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص"، لتكون رادعًا لتلك التنظيمات والجماعات التكفيرية، التي تشرع من الدين ما يحقق لها أهدافها ويتسق مع توجهها.
وبيَّن المرصد، أن الشريعة الإسلامية مبناها وأساسها على مصالح العباد في المعاش والمعاد؛ جاءت لتحفظ على الناس أنفسهم وعقولهم ودينهم وأعراضهم وأموالهم، فهذه الأمور الخمسة هي مقاصد الشرع الكليَّة، أو الضروريات المراعاة في كل ملة.
وتابع المرصد، أن حفظ النَّفس من أهم هذه المقاصد بل هو أوَّلها؛ حيث نهى الشرع الإنسان عن إلحاق الضرر بنفسه بأي شكل من الأشكال، وأمره باتخاذ كل الوسائل التي تحافظ على ذاته وحياته وصحته، وتمنع الأذى والضرر، فأمره بالبُعد عن المحرَّمات والمفسدات والمهلكات، وأرشده للتداوي عند المرض باتخاذ كل سبل العلاج والشفاء.
ولفت المرصد، إلى أن التنظيمات التكفيرية تسعى لجلب التمويل اللازم للعمليات الإرهابية بشتى الطرق غير المشروعة، ثم تبحث في شواذ الأقوال وغريبها مما كتب قديما لتشرعن لتلك الممارسات وتؤصل لها دينيًا، مستغلة جهل البعض وعدم درايتهم بعلوم الشريعة ومقاصدها.
ولفت المرصد، إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي أحد التنظيمات الكبرى التي تعمل في مجال الإتجار بالبشر، مضيفًا أن التنظيم له أسواق للنخاسة يتم فيها بيع البشر والإتجار بهم، إلا أنه يتميز عن باقي تنظيمات الإتجار بالبشر، في أنه يسعى إلى إيجاد إطار شرعي وديني يبيح له ارتكاب تلك الجرائم، ولا يتورع عن لي عنق النصوص وتأويلها، والبحث عن شواذ الأقوال والفتاوى لإضفاء الشرعية الدينية على ممارساته الإجرامية في حق الإنسانية.
وأكد المرصد، أن ما فعله "داعش" بسرقة الأعضاء البشرية والإتجار بها، حلقة في مسلسل البحث عن تمويل الإرهاب ودعم الإرهابيين، الذي يستهدف ضرب استقرار الدول وأمنها والسيطرة على أراضيها ونهب ثرواتها وخيراتها، وصولا إلى استعباد مواطنيها والاتجار في أعضائهم، لتستمر الدائرة التي تكفل لتلك التنظيمات الاستمرار والنمو والنجاح في تجنيد المزيد من الأفراد.
ودعا المرصد، إلى مواجهة هذه الجرائم المتزايدة من قبل التنظيم الإرهابي، والعمل على نزع الإطار الديني عنها، وفضح تلك الممارسات أمام العالم أجمع، كي تتضح الصورة كاملة أمام الناس، ويميز الله الخبيث من الطيب، ويفقد التنظيم السند الشرعي الذي يحاول بشتى الطرق الارتكاز عليه.