إعلام الإخوان يتهاوى.. و"الشرق" تتوقف للمرة الثانية
بدأ إعلام تنظيم الإخوان يتهاوى مجدداً، وأعلنت قناة الشرق التابعة للتنظيم، عن وقف بثها لأجل غير مسمى للمرة الثانية، بسبب تعرضها لأزمة اقتصادية طاحنة، نتيجة الحملات الشرسة التى تشنها مصر ضد القناة، ما تسبب فى امتناع المستثمرين الجدد عن ضخ أموال جديدة لتشغيلها، فيما أصيبت قواعد الإخوان، بحالة من الإحباط بعد فشل القناة فى الاستمرار. ويمتلك قناة الشرق الإخوانية، باسم خفاجى، الموالى لتنظيم الإخوان، وتشارك القناة بدورها فى الحملة الشرسة التى شنها الإخوان ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى، سواء بالتحريض على قتل قوات الأمن، أو بإذاعة تسريبات مزيفة بشأن المؤسسة العسكرية بهدف تشويهها.
واعترفت «الشرق»، فى بيان لها، بأن الضغوط المصرية ضدها، كانت السبب فى إغلاقها، قائلة، إنها تتعرض لحملات شديدة من جانب مصر، بسبب موقفها من النظام الجديد، وأنها تتحرك لإيجاد حلول اقتصادية طويلة المدى للحفاظ على مسيرتها، والخروج من الأزمات الاقتصادية المتكررة نتيجة الضغوط الخارجية التى تتعرض لها -فى إشارة إلى مصر- وأنها أخذت قرار الاحتجاب، حتى تتمكن القناة من توفير ميزانيات تشغيل مستقرة.
وحول تفاصيل الأزمة المالية التى تعرضت القناة، قالت «الشرق»، إنها حاولت خلال الفترة الماضية تجاوز صعوبات اقتصادية حادة تسببت فى تعثر القناة فى أدائها، واحتجابها.
وأضافت: «تحركت القناة لعلاج أزمتها الراهنة بزيادة الاستثمارات المالية، بإدخال مستثمرين جدد، وإشراك المشاهدين والمحبين للقناة فى اكتتاب مغلق فى أسهمها، ما ساعد القناة على الاستمرار طوال الفترة الماضية، ولكنه لم يكن كافياً لمواجهة الالتزامات المتراكمة والمتزايدة مع عودة البث، كما أن تأخر بعض المستثمرين عن سداد التزاماتهم فى الوقت المطلوب، وتأخر عدد من المساهمين فى الوفاء بالالتزامات المالية لشراء الأسهم، تسبب فى عجز القناة عن تدبير النفقات التشغيلية اللازمة لاستمرار بثها، وسداد أجور العاملين».
وأشارت «الشرق» إلى أن الأزمة المالية الحالية، وإيجاد حلول لها، والتصدى للضغوط التى تواجهها، سيؤدى إلى تعثر مؤقت للبث الفضائى، أو احتجاب جزئى، مع استمرار البث عبر شبكات «لايف ستريم» وعبر الإنترنت. من جانبه، أعلن هيثم أبوخليل، القيادى فى المجلس الثورى التابع للإخوان فى تركيا، غلق «الشرق»، مساء أمس الأول، قائلاً: «توقفت القناة منذ قليل، فالاستثمار فى الإعلام يحتاج إلى تدفقات مالية متتالية، خصوصاً مع قناة يخشى المستثمرون دعمها ولو حتى بإعلان على شاشتها، وكنا نتوقع أن يقف معنا من هم على نفس الخط، لكن للأسف خذلنا الجميع تحت حجج واهية سببها الرئيسى للأسف ليس كما يدعون قصر ذات اليد وعدم استطاعة المساعدة».
وكانت «الشرق» توقفت بشكل مؤقت فى شهر مارس الماضى، وأعلنت وقتها أنها تتعرض لضغوط مادية واقتصادية، وأنها بصدد اتخاذ قرار بإغلاقها، إذا لم تتوفر السبل المادية لاستمرارها، إلا أن القناة عادت مجدداً بعد أيام قليلة من إغلاقها المؤقت، حيث نجحت فى إقناع مستثمرين جدد بالمساهمة فى تمويلها، فضلاً على تلقيها تبرعات من قواعد الإخوان المؤيدين للقناة. من جانبها، أصيبت قواعد الإخوان بحالة من الإحباط، نتيجة إغلاق القناة، وقال محمد عمران، أحد عناصر الإخوان عبر صفحته على «فيس بوك»: «غلق الشرق صدمة كبيرة لنا، ودليل على فشلنا فى تدشين إعلام قوى يواجه إعلام النظام المصرى».
وفى المقابل، قال الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، إن غلق «الشرق»، يثبت أن رأس المال لا وطن له ولا أيديولوجية، لأن السبب الرئيسى للإغلاق هو توقف التمويل، الذى كان بعض المتعاطفين مع الإخوان ورجال أعمال التنظيم وعدوا به، وضخوا بعضه لحظة إطلاق القناة، إلا أنهم عادوا وضنوا بهذه الأموال، ومن الصعب أن تستمر القناة دون دعم مادى.
وأوضح «حسن»، أن المشهد برمته يدل على حالة الإحباط، والفشل والتراجع التى يمر بها التنظيم، وتزيد مع مرور الوقت، متابعاً: «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التراجع للإعلام الإخوانى الخاص، الذى يقف وراءه رجال أعمال من التنظيم نفسه، أما الإعلام الذى يناصر الإخوان وتقف وراءه دول بعينها، مثل الإعلام القطرى، لا أتصور أنه من الممكن إغلاقه إلا إذا حدث تحول فى الموقف السياسى الدولى والإقليمى حيال تنظيم الإخوان، أو حيال السلطة فى مصر، وقته من الممكن أن تُغلق جميع أفواه هذا النوع من الإعلام».