معاناة الغلابة فى عزبة الأهالى: مفيش "ميّه ونور".. وطبعا مفيش "حكومة"
انتظام الكهرباء بعد أيام من الانقطاع المتواصل لا يعنى انتهاء المشكلات فى منزله بعزبة الأهالى بالقناطر الخيرية، العزبة التى تفتقد الحد الأدنى من الخدمات الآدمية، الرجل الستينى يتحمّل بالكاد الساعات المتبقية فى يومه متأففاً بسبب معاناة أخرى مع الانقطاع المستمر لمياه الشرب عن منزله لمدة شهرين، حتى مع قدومها تأتى بلون مختلف ورائحة لا يطيقها أحد، فلا تجدى نفعاً ولا تفك أزمة، يتفرّغ «إبراهيم شعبان» باعتباره رب الأسرة لتخزين المياه من المسجد القريب، تأهباً للاستهلاك المنزلى. مشكلات عديدة تعانى منها عزبة الأهالى، وشكاوى مستمرة من الأهالى دون حل، «أبرز مشكلة بنواجهها هى مياه الشرب، ومفيش حل» حسب إبراهيم شعبان، الذى أنهى معاناته مع التيار الكهربائى وشكاواه المستمرة من الانقطاع المتكرر، لكنه لم ينتهِ بعد من رحلة معاناته، بحثاً عن «كوب مياه نظيف» الذى بدا حلماً بعيد المنال: «كل ما أشكو لشركة المياه، يردوا عليا بنصلح المواسير وننضف الشبكات»، منزل «عم شعبان» لا يعرف طريقاً للراحة، «النور والميّه هما الحياة، والنور ييجى لكن المياه مابتجيش، كأن الدولة عايزة تموتنا؟!». الساعات تمر فى منزله متثاقلة، يحمل فوق رأسه زجاجات فارغة رغم كبر سنه، يعاونه كل أفراد عائلته، لكن تخزين المياه ليس وحده الحل، حسب قوله: «الميّه لما تتقطع 23 ساعة وتيجى ساعة واحدة فى اليوم، مليئة بالشوائب، وكمان لا تصعد الأدوار العليا، فقط فى الطابق الأرضى، ده أمر لا يطيقه أى حد». مناشدات وتظلمات لكل المرافق التابعة للقناطر الخيرية لنجدتهم من الأزمة، حسب «شعبان»: «نسبة الفشل الكلوى زادت، علاوة على تحصيل فواتير باهظة من العزبة لمياه الشرب والنور، بالرغم من أننا بنشوفهم بين الفترة والتانية». الرد الذى اعتاد «شعبان» سماعه من موظف الشركة عقب كل شكوى، لم يختلف كثيراً عما قاله العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم شركة مياه الشرب والصرف الصحى، الذى أشار إلى وجود عمليات صيانة وتنظيف للشبكات بشكل دورى، بعد تكرار شكوى تغيّر لون المياه والطعم، الأمر الذى يتسبب بدوره فى انقطاع المياه، لكن «الصيرفى» أضاف أن الشركة حريصة على إبلاغ الأهالى، حسب قوله، بقطع المياه قبل التنفيذ، لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.