ما هو مستقبل حركة "طالبان" في ضوء رفض البعض مبايعة "الملا منصور"؟
عقب إعلان حركة طالبان اختيار "الملا أختر منصور" زعيمًا جديداً لها، الجمعة الماضية، بعد إعلان وفاة الملا عمر الذي قالت إنه توفي في 2013، بعد قيادة الحركة لمدة 20 عامًا، أعلنت عائلة زعيم حركة طالبان المتوفى "الملا عمر" أمس، رفضها إعلان البيعة لخليفته، مطالبة علماء الدين بالتوسط لحل الخلاف المتزايد داخل صفوف الحركة بشأن انتقال السلطة.
وبرزت انشقاقات داخل صفوف الحركة عقب الإعلان بين "الملا منصور" الزعيم الجديد، وبين من يتحدون تعيينه في قيادة الجماعة، ومن بينهم ابن الملا عمر يعقوب، وشقيقه الملا عبدالمنان، لذلك يحيط الغموض بمستقبل "طالبان" في ضوء رفض مبايعة الزعيم الجديد للحركة وبروز انشقاقات داخلها.
ويتوقع طارق أبو السعد، خبير الحركات الإسلامية والقيادي الإخواني المنشق، أن حركة طالبان في طريقها للتفكك والتحلل، وأنها أقرب للانضمام لـ"داعش"، مشيراً إلى أن من سيخرج من الحركة ويبايع "داعش" هم القيادات الوسطى والمعارضون للزعيم الجديد الذين يشعرون بالخديعة وعدم الأمان مع الملا منصور.
وأضاف أبو السعد، في تصريحات لـ"الوطن"، أنه رغم التوقعات السابقة باقتراب "طالبان" للانضمام لـ"القاعدة" لأنه الأقرب لها فكريًا، إلا أنه في ضوء التطورات الأخيرة من حدوث انشقاقات ورفض البعض مبايعة الزعيم الجديد فإن الحركة في طريقها للتماهي مع أحد التشكيلات المسلحة، ولكن "داعش" هي الأقرب لأنها تملك التمويل أكثر من "القاعدة"، كما تملك ركيزة أرضية ومناطق واسعة تسيطر عليها، لذلك فالحركة الآن أقرب نفسيًا ووجدانيًا للانضمام لـ"داعش".
وأكد خبير الحركات الإسلامية، أن وجود صراعات داخلية على تولي المناصب داخل أي جماعة نهايته تفككها، خصوصًا أن البعد الأسري أو القبلي دخل في رفض أو قبول مبايعة الزعيم الجديد من خلال رفض ابن "الملا عمر" يعقوب، وشقيقه الملا عبدالمنان، مبايعة "منصور"، مضيفًا "أتخيل أن طالبان حاليًا غير مرغوب وجودها في باكستان".
وأكد سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الأمر يتجه بقوة لمبايعة أعضاء "طالبان" لأبوبكر البغدادي زعيم "داعش"، بعد حدوث انشقاقات داخل "طالبان" ورفض البعض مبايعة الزعيم الجديد "الملا منصور"، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من "طالبان" ربما تتوجه لسوريا أو لمبايعة "داعش" وهي في أفغانستان.
[FirstQuote]
وأضاف عيد، في تصريحات لـ"الوطن"، أن إخفاء الحركة لموت "الملا عمر" كان خوفًا من الانضمام لبيعة أخرى وهي مبايعة "أبوبكر البغدادي"، وأن سبب بقاء أعضاء "طالبان" تحت راية الحركة أنه لايجوز عندهم خلع البيعة إلا بالموت، مشيراً إلى أنه من منطلق عقيدة طالبان التي تنص على أنه "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الثاني بينهم"، فإن البغدادي هو الخليفة الأوفر حظًا لأنه من أعلن بشكل صريح تأسيس الدولة الإسلامية.