ليلة تحت القصف فى غزة.. أصوات الانفجارات لا تهدأ وسيارات الإسعاف لا تتوقف
تبدو غزة كمدينة للأشباح شوارعها خالية من المارة معظم محلاتها مغلقة وكل شىء متوقف، إلا القصف الإسرائيلى الذى استمر طوال الليل دون توقف تقريباً، ليصل عدد الغارات فى ليلة أمس الأول وحدها إلى 186 غارة على القطاع كان أكبرها تدمير مقر مجلس الوزراء الفلسطينى الذى استقبل قبلها بساعات رئيس الوزراء المصرى هشام قنديل وكان ينتظر قدوم وزير الخارجية التونسى الذى وقف على أطلال المبنى المتهدم عن آخره للحظات ثم غادر إلى مستشفى الشفاء فى زيارة لم تستمر سوى حوالى الساعتين داخل القطاع الذى شهد أكثر من عشر غارات إسرائيلية أثناء وجود الوفد التونسى.
كانت ليلة أمس الأول ساخنة نام فيها أبناء غزة على أصوات الانفجارات، مع أذان المغرب أغلقت كل المحال ولم يعد هناك أحد فى الشارع إلا قليلاً من الإعلاميين وسيارات الإسعاف التى كانت تتحرك مع كل صوت انفجار ومع كل قذيفة تطلق على القطاع، وحده كان مستشفى الشفاء يعج بالحركة بين سيارات إسعاف تحمل مصابين وأطباء وطواقم طبية تسارع الزمن للسيطرة على الوضع وإسعاف المصابين.
«حتى الآن الوضع تحت السيطرة وعدد الإصابات ما زال فى حدود طاقة الطواقم الطبية التى وصل منها طاقم طبى مصرى للمساعدة» قال الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة، مؤكداً «لو زادت الضربات على هذا الحد وكثر المصابون لا قدر الله سنكون فى ورطة صعبة»، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
بلغت حصيلة الشهداء حتى لحظة كتابة هذه السطور -الساعة 11 صباح أمس- (39 شهيداً)، بينهم 8 أطفال، وامرأتان، ومسنان. كما أصيب أكثر من 300 آخرين بينهم أكثر من مائة طفل، وعشرات النساء وكبار السن فى أكثر من 600 غارة شنها الطيران الإسرائيلى على عدة مناطق فى قطاع غزة. رغم حالة الارتباك والترقب التى انتابت أهالى قطاع غزة فإن الروح المعنوية للسكان هنا مرتفعة ويشعر الجميع أنهم على شفا تحقيق انتصار على الإسرائيليين، هلل الأهالى وكبروا عقب إعلان أحد المساجد بمخيم الشاطئ عن تمكن المقاومة من إسقاط طائرة إسرائيلية، لكن كل ذلك لم يمنعهم من اتخاذ تدابير خاصة لمواجهة تلك الضربات بدءاً من تخزين المواد التموينية وتجهيز مولدات الكهرباء تحسباً لانقطاعها وحتى أخذ الحذر الشديد أثناء السير فى الشوارع والابتعاد عن المناطق المتوقع قصفها.
اضطر مرافقى الزميل أحمد فياض الكاتب والمحلل المتخصص فى الشئون الإسرائيلية إلى تغيير خط سير السيارة للابتعاد عن أحد منازل قادة «القسام» بوسط مدينة غزة شارحاً «أبناء غزة تعودوا على تلك الضربات وأصبحنا نتوقع أماكنها، فى تلك المرة ركز القصف على المقار الأمنية ومنازل القيادات فى كتائب القسام كما استهدفوا مسجدين وفى صباح أمس ضربوا ملعب اليرموك لذا تجد أنه رغم خفة حركة السير فإن الجميع يتجنب السير بجوار مراكز الشرطة والأماكن المتوقع أن تقصف خوفاً من الإصابة بأى من الشظايا التى تتناثر من جراء القصف».
ويؤكد فياض أن «الوضع الآن على الأرض جيد، وقد فاجأت قدرات المقاومة العدو الإسرائيلى وبدأ الحديث يزداد داخل المجتمع الإسرائيلى وبين الخبراء عن طرق إنهاء هذه الهجمات خاصة بعد أن أرعبت صواريخ المقاومة الإسرائيليين، الاحتلال يريد أن يسجل نصراً معنوياً عبر دفع حماس إلى المطالبة عبر وسطاء بوقف إطلاق النار والبحث ينصب على جهة تقنع حماس بهذه النهاية.